إذا أردنا التطرق إلى التطرف ومحاربته، وأقصد هنا التطرف الديني، وبكل تأكيد الفكري، فلا يمكن عندئذ محاربته إلا إذا وجدنا بشكل سريع مفهوما دينيا بالأساس، بحيث يكون بديلا من خلال تعميمه يدعو بجدية إلى السلام، ومن ثم يحث على التسامح بين الأديان والبشر، لكن لا يمكن محاربة التطرف الفكري دون اللجوء إلى استخدام ولو في البداية استراتيجية لمحاربة التطرف من خلال علم النفس، وذلك من أجل تبديل طرق تفكير عقلي بكل تأكيد يبدأ من البيت والمدرسة، بحيث تكون عقول الناس قابلة للتغيير نحو مجتمعات تنبذ التطرف الفكري، ومبني على تعليم الناس المحبة من خلال الدخول إلى سيكولوجة الناس، الذين عليهم بالبدء بتقبل الآخر بغض النظر عن دينه وقوميته ولونه وجنسه.. فالتطرف يأتي نتيجة تربية خاطئة تنغرس منذ ترعرع الفرد في الأسرة، ومن خلال تلقي الفرد تعليما أحاديا منذ بدايته يكون منغلفا من دعاة يدعون إلى الكراهية..
لا شك بأن محاربة التطرف الديني أو الفكري تنبع من دفن ثقافة الجهل المنتشرة بين الناس، والتي تعد مرتعا لعقول البشر غير المتعلمين أولا، وغير المثقفين ثانيا، ولهذا نجد بأن اللجوء إلى التطرف والعنف من أجل إلغاء الآخر، رغم أن التطرف ليس بالأساس أن يكون دينيا.. ومن هنا فإن تجديد الخطاب الديني يعد مهما في محاربة التطرف الذي يؤدي إلى حروب أهلية في المجتمعات ولهذا تبدأ محاربة التطرف الفكري في عدم التعصب في الرأي لدى البشر ومن هنا رغم خطورة التطرف الفكري نجد التطرف السياسي أقل خطورة وتطرفا من الفكري وهذا يعود إلى عدم تحقيق عدالة اجتماعية في المجتمع.
فلا بد عند الجديث عن محاربة التطرف علينا أن نقر بأن التطرف إذا وجد حاضنة شعبية تحتويه، فعندها يمكن أن تغذي ثقافة التطرف في المحتمع، ولهذا يجب أن لا يصل التطرف الفكري إلى حاضنة من الشعب، يكون بالأساس هدفها نشر ثقافة إقصاء الآخر، فعندما تغيب الحاضة يمكن عندها الحدّ من التطرف الفكري..
بقلم/ عطا الله شاهين