لعلنا الآن فى قطاع غزة فى أشدا اللحظات التى تستدعي نثر بذور التنوير، وخاصة انننا نعيش ظروف راهنة يتلظَّى الفلسطينيون بحروبها الوحشية ونزاعاتها الحادة، لحظة عدمية لا ينتج منها سوى ظلام عميم له رائحة الدم ولونه، ظلام لا تعود معه الرؤية ممكنة ويستحيل معه أيضًا التقدم
من هنا كان الدور الأهم لمؤسسة بال ثنك التى حملت على عاتقها رسالة عظيمه ، كونها مؤسسة تفاكر، سعيًا لتكثيف الحاجة في مثل هذه الأوقات الكالحة إلى الاستنارة، وتعزيز فلسفة الحوار وتعميم منهجية اللاعنف كي يجلو الظلام والنفور الماثل بيننا وبين المستقبل
ولا نبالغ حينما نلامس نشاطات مؤسسة إنطلقت من غزة وبإمكانيات تحاكي واقع غزة أيضا نرى انها تعيد إلى الواجهة المشاريع التنويرية الكبرى التي أنتجها المفكرون والفلاسفة منذ أكثر من قرن من الزمن ..
لقد سعت مؤسسة بال ثنك الدولية للدراسات الاستراتيجية إلى إيجاد صيغ نهضوية تتعاطى مع الراسخ الموروث وتتقدم بالثقافة الفلسطينية المتمدنة إلى المستقبل، عبر الاستعانة بخبراء نهضويين ولهم تجارب ناجحة فى كافة المجالات، لمعالجة أزمات التكلس العقلي للحاق بالمستقبل، فتراها تخاطب الأمريكى والروسي، وتضع أمامنا ثقافة الاختلاف الإيجابي، كارقى وسيلة أيضاح للتعلم ..
ثمة أشياء عديدة تدفعنا للتيقن انه من المنتظر أن تكون حصيلة كل هذه الأعمال الفكرية العميقة التى تأصلها بال ثنك الدولية للدراسات الاستراتيجية تدشن ثورةً ثقافية تنويرية فى فلسطين وتحديدا قطاع غزة ، وتتنهي بعض من حالان الركود والاستاتيكية المكانية عند البعض ، وتبعدنا عن التناحر الأيديولوجي..
لقد استطاعت بال ثنك بمشاريعها الفكرية ان تفوّق الواقع وتقدم مشروعٌ نهضوي واضح المعالم وذو اتجاه واحد إلى المستقبل المزهر الساعي نحو مجتمع مدني راقي..
بقلم/ ناصر اليافاوي