قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم لدى لقائه وفدا من الاعلاميين الفلسطينيين بأنه يحق لنا ان نتسائل :" من الذي يتحمل مسؤولية التهميش الغير مسبوق الذي تتعرض له القضية الفلسطينية في اكثر من مكان وموقع في وطننا العربي وفي العالم ؟
لقد نُكب شعبنا الفلسطيني عام 48 وعام 67 ولكن نكبة اوسلو لا تقل سوءا وخطورة عن هاتين النكبتين ، فقد ورطوا شعبنا بمفاوضات عبثية نتيجتها كانت كارثية كما انهم ورطوا شعبنا بمفاوضات كانت نتيجتها مزيدا من الاستيطان والتهويد والتشريد والقمع والظلم والاستهداف والاضطهاد ."
وأضاف "يجب ان يعترف الفلسطينيون كافة بما في ذلك المسؤولين السياسيين بكافة مراتبهم ومراكزهم بأن اوسلو كانت كارثة وما سمي زورا وبهتانا بالمفاوضات السلمية كانت كارثة ايضا وهذه كلها هي التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم .
لم يكسب شعبنا شيئا من هذه المفاوضات العبثية ففي الوقت الذي فيه كان يتفاوض المتفاوضون كانت تبنى الجدران العنصرية وكان يتم اعتقال واستهداف شبابنا ، أما ما كان يحدث في القدس فحدث ولا حرج ."
وتابع "لقد ظن البعض بأن المفاوضات السلمية هي التي ستعيد الينا فلسطين وتناسوا مقولة القائد جمال عبد الناصر بأن ما أخذ بالقوة لا يستعاد الا بالقوة وعندما اتحدث عن القوة لا اقصد بذلك فقط القوة العسكرية بل القوة الاخلاقية التي نملكها كفلسطينيين والتي لا يملكها الاحتلال المجرد من اي قيمة اخلاقية او انسانية او حضارية ، أما اوضاعنا العربية المترهلة فهي ساهمت وبشكل مباشر في الوصول الى ما وصلنا اليه من تهميش غير مسبوق للقضية الفلسطينية .
فقد ادخلت القوى الاستعمارية بعضا من اقطارنا العربية في حروب وفي صراعات وفي ارهاب وعنف بهدف تفكيك المفكك وتجزئة المجزء ، لا بل اجسر على القول بانه سايسبيكو جديد هدفه تمرير المشاريع الاحتلالية الاستعمارية في منطقتنا وفي بلادنا."
وقال "لقد تم الهاء العرب بالحروب والصراعات والارهاب والعنف وبات بعضهم منهمكا في اوضاعه الداخلية وباتت القضية الفلسطينية موضوعة على الرف لا يفكر بها الا اولئك الاحرار اصحاب المبادىء السامية والذين لم يتخلوا عن الموقف المبدئي القائل بأن قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى ."
نتمنى ان يتحسن الحال العربي نحو الافضل وان تتوقف مظاهر التطبيع والتآمر على القضية الفلسطينية كما ونتمنى ايضا بأن تتوقف الحروب والنزاعات والمؤامرات والمخططات الخبيثة التي تستهدف مشرقنا العربي .
ولكن هنالك حاجة ملحة ايضا لترتيب اوضاعنا الفلسطينية الداخلية ولا اظن ان هنالك فلسطينيا واحدا لا يعرف بأن هنالك وضعا فلسطينيا داخليا يجب تصويبه ويجب ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي بشكل افضل لكي نتمكن من مواجهة المؤامرات التي تستهدفنا وتسعى لتصفية قضيتنا .
تداول سيادته والوفد الاعلامي في الواقع الفلسطيني الحالي حيث تم التأكيد على ضرورة انهاء الانقسامات وتوحيد الصفوف لكي نتمكن من ان ندافع بقوة عن القدس بشكل خاص وعن القضية الفلسطينية بشكل عام .