الجماهير الفلسطينية ومنذ مدة طويلة وهي تطالب وتريد من حكومتها تنفيذ الوعود التي وعد بها المسئولون، وهي وعود كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومنها رفع الحصار وتعزيز صمود المواطن وتحقيق الأمن والاستقرار والبناء والتنمية والاعمار، وتوفير فرص عمل للعاطلين للعاطلين في وطن أصبح ساحة مرتعا للسرقات والفساد والاحتيال، وتوفير الخدمات وبالأخص الكهرباء والماء ليخلصه من حر الصيف الحارق وغيرها من الوعود التي لم تتحقق وبقيت حبرا على الورق، والمواطن المسكين مازال يحلم بها بأنها ستتحقق أحلام بسيطة جدا ومطالب سهلة المنال، تستطيع أية حكومة من توفيرها للمواطنين في ظل ما يتمتع به الوطن من خيرات متعددة، ولكن كل هذا لا يتحقق الا في حال وجدنا الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة، ليشغلوا محلهم الطبيعي الذي يتلاءم معهم لا ان يفصل على مقاساتهم ومصالحهم، ومع الأسف الشديد ان ما يجري في الوطن لا يمكن ان نعول عليه في بناء دوله تحقق طموح واحتياجات المواطن، فالبناء هو بناء حكومة تتغير كل سنوات لتبتدء الحكومة الاحقه من جديد(من الصفر)، لا ان تكمل من حيث أنتهى السابقين لهم، ونبقى على هذا الحال نراوح في أماكننا والوقت يمر بسرعة ولا ينتظر احد، فبدلا من ان نتطور سوف نعود الى الخلف، فيمكن بعد عدة سنوات سوف نتحول من دول العالم الثالث وهو ما يطلق على الدول كي لا تخدش مشاعرهم، الى دول متخلفة وفقيرة، والاسوء من ذلك كله هو انهيار المنظومة الاجتماعية بالكامل وتزعزع الثقة ما بين المجتمع وحكومته والمجتمع في ما بينه، ولم يعد بمقدور احد من القيادات والمتنقذين وأصحاب القرار من إقناع الشعب بأنهم خدم لمصالحهم، أو زرع الثقة بينهم وبين الجماهير، لان الجماهير لم تعد تتحفظ عن تصرفات احد بل أصبحت تشكل على أفعال الجميع.
إننا بحاجة الى إعادة النظر وبناء الثقة والمصداقية ما بين الجماهير وحكومته، وان يعرف الجميع بأن الحكومات زائلة والجماهير والوطن باقين ما بقت الأمم، وما الحكام وحكوماتهم إلا خدام لشعب هو من اختارهم وقادر على استبدالهم وفي أية لحظه.
إن الجماهير تريد حكومة قوية منصفة ورشيدة، وتريد حياة كريمة، وتريد عادلة إجتماعية وتريد حقوق سياسية وإقتصادية وثقافية، وذلك ليس مًنه ولا مكرمة من ما يسمى بقادة فلسطين، وإنما حق كفلته كل الشرائع السماوية، والقوانين والأعراف الدولية.
ألا يستحق هذا الوطن الذي مزقته لاهواء الحزبية والجغرافية والعنصرية والتدخلات الخارجية، أن يجازف أحد الى الحد الذي يفك لعنة ما حل بنا، ويغلق ملفات التجاوزات على المال العام، ومعالجة التردي في الخدمات، والاهمال المتعمد والمماطلة في تنفيذ ما يخدم الجماهير رغم صرف مبالغ كبيرة لا يعرف أين تذهب والى جيوب من؟
لم تبقى للجماهير غير الدعاء لله ومرتكزا لانهاء المعاناة والعيش بكرامة التي يحاول البعض في الداخل استثمارها مع التدخلات الخارجية ليبقى الوطن مهدد وغير مستقر.
إن الفرصة مواتية لطرد الوجوه الفاسدة التي لا تزال في المشهد السياسي والحكومي، ومحاسبة الفاسدين الذين أثروا على حساب معاناتنا وآلامنا، ونتعافى من هزيمة الحسابات الضيقة الحزبية والعنصرية، التي تريد بنا وبوطننا شرا.
آخر الكلام:
إن الجماهير هي مصدر السلطات والثروات كلها ملكها وليست ملك الساسة والقادة، فقد سأمت الجماهير الظلم والهوان والفقر والبطالة والتجاهل للحقوق والتمييز العنصري، وللصبر حدود فلا تتعدوها.
بقلم/ رامي الغف*
*إعلامي وباحث سياسي