اعتبر مقال بموقع "ميدل إيست آي" الإخباري البريطاني أن الهند التي كانت يوما ما تنتقد إسرائيل، وتعتبر الصهيونية حركة عنصرية بدأت في عهد رئيس الوزراء الهندوسي "القومي" ناريندرا مودي، تعزز علاقاتها بإسرائيل، وتستنسخ فكرته وتطبقها في عموم البلاد.
وأكد كبير المحررين بالموقع، أزاد عيسى، في مقاله أن هذا التوجه الجديد للهند برز بشكل واضح مع انتخاب مودي، العضو الدائم في المنظمة القومية الهندوسية "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" التي طالما حلمت بتحويل الهند إلى دولة هندوسية، رئيسا للوزراء في عام 2014. وقد قام مودي بزيارة إلى إسرائيل في 2017، وهي الأولى من نوعها لرئيس حكومة هندي.
وبحسب الكاتب فرغم أن منظمة "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" استلهمت أفكارها من الزعيم الألماني أدولف هتلر ومفهومي "القومية الثقافية" و"الاعتداد العرقي" اللذين تبنتهما الحركة النازية، فسرعان ما جمع هدف واحد بين ناريندرا مودي ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو تعزيز سلطة مطلقة وشاملة، مثلما هو حاصل في إقليم كاشمير، ذي الغالبية المسلمة، حيث تعهدت "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" القومية الهندوسية بضم الإقليم بعد إلغاء حكمه الذاتي الشهر الماضي، وتوحيد جميع مظاهر الحضارة الهندوسية في الإقليم، التي تزعم أنها "سُحقت تحت أقدام الغرباء"، في إشارة إلى المسلمين.
وأشار الكاتب إلى أن الرجلين يتشابهان في طموحاتهما لبناء "دولتين ديمقراطيتين استعلائيتين قوامهما ثقافة واحدة وعِرق واحد وأمة واحدة غالبة".
وذكر أن تلك العلاقة تُرجمت إلى تعاون تقني وزراعي وشراكات جديدة. ومع أن الهند ظلت تشتري أسلحة من إسرائيل قرابة عقدين من الزمان، فإن مشترياتها في ظل رئاسة مودي للحكومة بلغت 46% من مبيعات إسرائيل لجميع أنواع السلاح، وبقيمة تصل مليار دولار سنويا.
وذهب الكاتب إلى القول إن الارتباط القائم بين القومية الهندوسية والصهيونية أصبح "كبيرا ومهما"، وأن أرواحهما صارت "متآلفة".
ويشير إلى أنه على الرغم أن الهند ما فتئت تتحدث عن "المواطنة المتساوية"، وأنها "أكبر ديمقراطية في العالم"، فإنه لا يمكن اعتبار المسلمين والمسيحيين ينتمون إلى "العِرق الهندوسي" ما يجعلهم يرزحون تحت ضغط دائم لإثبات ولائهم للدولة الهندوسية.
ويشدد على أن الهند الهندوسية اعتبرت تاريخ مسلميها ومسيحييها "مخزيا ومعيبا"، لتبرير إقدامها على تغيير الكتب المدرسية والمناهج الدراسية.
وبحسب الكاتب فإن تحريف التاريخ من جانب الهند يهدف فقط إلى تعزيز مصالح حزب "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي الحاكم.