جابه الشهيد الأسير بسام السايح في حياته سرطانين، الأول داهم جسده فأحاله نحيلا، والآخر حاول تقييد همته، وعقاب إرادته، لكنه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
ارتقى السايح بعدما ترك اسمه في لوحة الشرف والمقاومة، شهيدا لم يعرف الاستكانة، وبقي على طريق ذات الشوكة رغم الآلام حتى فاضت روحه إلى بارئها.
لم يرق للشهيد بسام السائح ما حصل بحق عائلة دوابشة وجريمة الحرق التي طالت الطفل الرضيع ووالديه وشقيقه، حتى قرر مع إخوانه المقاومين الثأر لهذه الجريمة البشعة بطريقة توازي مستوى القهر الذي تركته في قلوب الفلسطينيين.
بصمت وإخلاص المقاومين كان السايح أحد المخططين لعملية "ايتمار"، والتي أحالت القهر فرحا طارت به قلوب الفلسطينيين.
كانت عملية ايتمار أبرز المهام التي شارك بها الشهيد السايح، وأدت إلى مقتل مستوطنين.
اعتقل السايح في الـ8 تشرين أول/ أكتوبر2015 من قبل قوات الاحتلال، خلال توجهه لزيارة زوجته المعتقلة آنذاك منى السائح.
وقبل اعتقاله عاني السايح من مرض السرطان، فكان يتلقى العلاج من سرطاني الدم والعظم في مستشفيات مدينة نابلس، وأمضى عدة أشهر متنقلاً بين مشفى وآخر ليحصل على علاج مرضه.
ولم تتوقف معاناة السايح عند مرض السرطان فحسب، بل تدهورت حالته الصحية بفعل الإهمال الطبي، فصار يعاني من عدة أمراض منها الضمور في الرئتين وقصور في عضلة القلب وهشاشة كاملة في العظام، استدعت في الفترة الأخيرة الإبقاء عليه في مستشفيات السجون التي تفتقد لأدنى مقومات الإنسانية.
ورغم خطورة حالته الصحية إلا أن الاحتلال رفض كل النداءات التي طالبت بالإفراج عنه، كما أن المحكمة الاسرائيلية لا زالت تصر على إصدار حكم بسجنه مدة مؤبدين وثلاثين عاماً.
ترجل السايح شهيدا ليقترن اسمه بعملية "ايتمار"، ويصبح ذكره معيدا لأمجاد الثأر القسامي لدماء وعذابات الشعب الفلسطيني، والتي فجرت عقبها انتفاضة القدس، وتخللها عمليات نوعية أشعلت الضفة في وجه الاحتلال، وأدخلته في حالة استنزاف متواصل مع العمل المقاوم والمباغت، فأصبحت بركانا يغلي بالرد مع جرائمه في كل مرة.حسب تقرير نشرته حركة حماس بالضفة الغربية