قالت مؤسسات حقوقية تعنى بشؤون الأسرى، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت (470) مواطنا بينهم (50) طفلاً، و(11) امرأة خلال شهر آب/ أغسطس المنصرم.
وأوضحت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان (نادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وهيئة شئون الأسرى والمحرّرين)؛ في ورقة حقائق أصدرتها اليوم الاثنين، أن سلطات الاحتلال اعتقلت (162) مواطناً من مدينة القدس، و(82) مواطناً من محافظة رام الله والبيرة، و(50) مواطناً من محافظة الخليل، و(44) مواطناً من محافظة جنين، ومن محافظة بيت لحم (30) مواطناً، فيما اعتقلت (38) مواطناً من محافظة نابلس، ومن محافظة طولكرم اعتقلت (13) مواطناً، واعتقلت (24) مواطناً من محافظة قلقيلية، و(6) مواطنين محافظة طوباس، و(6) من محافظة سلفيت، و(8) من محافظة أريحا، و(7) من قطاع غزة.
وبينت أنه باعتقال الـ(470) مواطنا يرتفع عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال حتّى نهاية شهر آب نحو (5700)، منهم (38) سيدة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال نحو (220) طفلاً، والمعتقلين الإداريين قرابة (500)، فيما اصدرت سلطات الاحتلال (76) أمرا إداريا بين جديد وتجديد لأوامر صدرت سابقاً الشهر المنصرم.
الأسيرات.. انتهاكات بالجملة ومعاناة مستمرة
وأشارت ورقة الحقائق إلى أن الأسيرات المحتجزات في سجون الاحتلال، يتعرضن للعديد من الانتهاكات والخروقات في المعاملة، منذ اعتقالهنّ وإدخالهنّ لمراكز التوقيف والتحقيق، وخلال عملية النقل إلى السجون، وكذلك في إهمال أوضاعهن الصحية والمحاكمة وإصدار الأحكام العالية والغرامات الباهظة بحقهن، واحتجازهن بظروف اعتقالية صعبة، بصورة تخالف كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية والحقوق الآدمية.
وبلغ عدد الأسيرات القابعات في معتقلات الاحتلال حتى نهاية آب المنصرم، (38) أسيرة، يقبعن في "سجن الدامون"، في قسم يحتوي على (13) غرفة، وفي كل غرفة توجد ما بين أربع إلى ثماني أسيرات.
ولفتت مؤسسات الأسرى، إلى أن سجن الدامون (الذي كان اسطبلاً للخيول قديماً) يفتقد لأدنى مقومات الحياة الآدمية، وما زالت أرضيته من الباطون، باردة جداً في الشتاء وحارة جداً في الصيف، وغالبية الغرف سيئة التهوية، مليئة بالرطوبة والحشرات كون البناء قديما جداً، وجزء كبير من الخزائن التي تستخدمنها الأسيرات صدئة، ولا يوجد كراسٍ بالغرف، وإدارة السجن تمنعهن من تغطية الأرضية بالبطانيات.
وتعاني الأسيرات بشكل عام من المماطلة بإجراء الفحوصات وتشخيص الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور الوضع الصحي لهن، ومن اخطر الحالات حالة الأسيرة المقدسية الجريحة إسراء جعابيص، كما تحرم الأسيرات من إدخال الكتب أو توفير غرفة لعمل مكتبة في السجن لمحاربة العملية التعليمية لهن، فضلاً عن حرمان العديد منهن من زيارات الأهل والأبناء.
الأطفال في مواجهة الاستدعاء والقمع
صعدت سلطات الاحتلال منذ نهاية شهر تموز/ يوليو 2019، وبداية شهر آب/أغسطس 2019، من عمليات استدعاء الأطفال عبر عائلاتهم للتحقيق معهم، في محاولة واضحة لاستدراجهم بهدف الحصول على معلومات، والمسّ بعلاقة الأطفال بعائلاتهم.
ففي الأول من آب/ أغسطس 2019، استدعت سلطات الاحتلال عائلة الطفلة ملاك سدر البالغة من العمر ثمانية أعوام من محافظة الخليل، لغرض التحقيق مع الطفلة، وسبق أن استدعت عائلات أطفال في قرية العيسوية في القدس للتحقيق معهم، منهم طفل لم يتجاوز عمره الخمس سنوات.
وأكدت ورقة الحقائق أن الخطورة الحاصلة من هذه الاستدعاءات تكمن، عدا عن الحصول على معلومات، في مطالبة عائلاتهم بإحضارهم، الأمر الذي يُشكل مسّاً مباشراً بالعلاقة بين الآباء والأبناء، ووضع تلك العلاقة محط تساؤل لدى الأطفال.
وبينت المؤسسات الحقوقية ان الأسرى الأطفال في معتقلي "عوفر" و "مجدو" تعرضوا لعمليات قمع هي الأعنف منذ سنوات على يد قوات القمع التابعة لإدارة معتقلات الاحتلال، ففي الرابع من آب/ أغسطس 2019، نفّذت قوات القمع اقتحاماً لقسمين في معتقل "عوفر" أحدهما يقبع فيه الأسرى الأطفال - قسم (19)، وشرعت ما تسمى بوحدات القمع "المتسادا" خلال الاقتحام بتقييد أسرى الأطفال وعزل عدد منهم، وذلك بعد الاعتداء عليهم بالضرب، ورشهم بالغاز.
كما ونفّذت قوات القمع اقتحاماً لقسم الأسرى الأطفال في معتقل "مجدو" والذي يضم (63) طفلاً، وذلك بعد مواجهة جرت بين أحد الأسرى الأطفال وسجان، وشرعت إدارة المعتقل بتنفيذ إجراءات عقابية طالت أقسام الأسرى الأطفال بشكل خاص، من خلال سحبها للكهربائيات وإغلاقها للأقسام.
وشددت المؤسسات الحقوقية على أن إدارة معتقلات الاحتلال وقواتها القمعية، صعّدت من انتهاكاتها عبر أدواتها العنيفة بحق الأطفال منذ عام 2019، دون أدنى مراعاة للخصوصية التي يمتلكونها، وتنظر بخطورة بالغة لذلك، لما فيه مخالفة صريحة للقوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الطفل.
ثمانية أسرى خاضوا إضرابا عن الطعام ضد اعتقالهم الاداري
خاض ثمانية معتقلين إداريين إضرابا مفتوحا عن الطعام خلال شهر آب، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، التي تنتهجها سلطات الاحتلال بلا أي مبرر قانوني بحق ما يقارب (500) معتقل.
والمعتقلون، هم: الأسير الأقدم في الإضراب أحمد غنام (58) يوماً، بعد أن فكّ حذيفة حلبية إضرابه في اليوم الـ(67) من الإضراب، بتاريخ 5-9-2019 بسبب تدهور وضعه الصحي بشكل خطير، والأسير سلطان الخلوف منذ (54) يوماً، والأسير إسماعيل علي منذ (51) يوماً، والأسير طارق قعدان منذ (41) يوماً، والأسير ناصر الجدع منذ (34) يوماً، والأسير ثائر حمدان منذ (29) يوما، إضافة الى الأسير فادي حروب الذي علق إضرابه في 5-9-2019 بعد (23) يوماً.
وما زالت إدارة سجون الاحتلال تتبع إجراءات ممنهجة بحق الأسرى المضربين عن الطعام لإجبارهم على تعليق إضرابهم، تمثلت في عزل الأسرى في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي وحرمان عائلاتهم من زيارتهم، وعرقلة زيارات المحامين لهم ونقلهم المتكرر من معتقل إلى آخر، وإلى المستشفيات المدنية بواسطة ما تعرف بمركبة "البوسطة"، وسحب فراش الأسير لمدة (12) ساعة في اليوم ما يدفع الأسير المضرب للوقوف لفترات طويلة أو الجلوس على الأرض أو على حديد "البرش".