نارٌ على علم، رجل بسيط، من بسطاء مخيم اليرموك، ومن مكافحيه، الذي افنوا حياتهم بالكد والعمل، كاترابهم من عموم لاجئي فلسطين في سوريا والشتات، فقد وصل الى سوريا في مقتبل عمره، لاجئاً الى الجزء الأخر من وطنه السوري الكبير. على أمل العودة السريعة الى الإقليم الجنوبي من سوريا الطبيعية، الى قريته، التي تم احتلالها من قبل عصابات (الهاجاناه) وكتائب (البالماخ ـــ تعني كتائب السحق) بعملية (يفتاح) العسكرية، التي قادها (ايغال آلون)، واشرف عليها (ديفيد بن غوريون) وكانت تهدف لإحداث كامل التطهير العرقي في مدينة صفد وقراها المجاورة لها. فقد أراد (بن غوريون) مدينة صفد بلا عرب على الإطلاق، ومعها جوارها وقراها القريبة، ومنها قرية (فرعم).
أبو رضا، المعروف للغالبية من ابناء اليرموك، بنى وأشاد منزله، طوبة طوبة بالفلسطيني، وبلوكه بلوكة بالدمشقي، حتى وجد مأواه المؤقت في اليرموك، هذا المخيم الذي تحول الى أيقونة لم نكن نعرف أهميتها، إلا بعد نكبته الكبرى وقد تأمرت عليه شياطين الأرض مجتمعه، والهدف : تفكيك هذا التجمع الفلسطيني الكبير القريب من فلسطين، وعلى طريق شطب حق العودة في "صفقة القرن" الأمريكية.
أبو رضا، يلخص بساطة الناس، ووطنيتهم الخالصة، فقد كان وكما يقولون (على الله) في اتراح الناس، وفي مجالس العزاء. تشرد من اليرموك، لكنه عاد للمخيم بعد فترة قصيرة، فهو لايعيش ولا يحيا إلاً مع شعبه، كالسمك الذي لايعيش ولايحيا إلا بالماء.
بقلم علي بدوان