المضمون: إن طرح قانون الكاميرات يستهدف تحقيق عدة أهداف لنتنياهو أهمها حرف الانظار عما ينتظره من محاكمات والتحريض ضد الجمهور العربي وحث مصوتيه للذهاب للتصويت - المصدر.
الاعتداءات التي ينفذها بنيامين نتنياهو ووزراؤه على الديمقراطية الإسرائيلية، وضد قواعد اللعبة المتبعة هنا منذ 71 سنة، يوجد لها وجوه متعددة، قبيحة ومخيفة. عملية المصادقة على "قانون الكاميرات" باسم التورية، هو ضربة ايضا للنظام البرلماني الذي تعرض لضربات سابقة كانت من نصيبه في العقد الماضي.
لم يسبق في عطلة انتخابات، عقد جلسة للجنة أو جلسة للهيئة العامة للكنيست بدون مصادقة "لجنة التفاهمات". هذه اللجنة المشتركة التي تشمل الائتلاف والمعارضة. ايضا في العطلة الحالية اذا كان رئيس لجنة الخارجية والامن، آفي ديختر، قد طلب عقد لجنته أو لجنة فرعية بشأن امني مستعجل، لجنة التفاهمات مطلوب منها المصادقة على ذلك. هذا الامر يسري بخصوص اجتماع لجنة المالية برئاسة موشيه غفني. هكذا كان الامر وما زال حتى الآن.
علاوة على ذلك، الحكومة الحالية تسيطر على الكنيست الواحد والعشرين المحلولة، بدون أن تحظى بثقتها. كما نذكر، لم تشكل حكومة بعد الانتخابات في نيسان، لا يوجد لها أي صلاحية ولا أي سلطة اخلاقية أو قانونية لتمرير مشروع قانون حكومي في فترة العطلة. هكذا كان الامر دائما حتى الآن.
من نتنياهو لم يعد هناك أمل. بهربه من محاكمة الرشوة والتحايل التي تنتظره، المعايير والتفاهمات بين الاحزاب فقط تحظى باستخفافه. ولكن أين رئيس الكنيست يولي ادلشتاين الذي يعتبر شخصية عقلانية ورسمية في قائمة الليكود، ويتحدثون عنه وكأنه الرئيس القادم. اعادة انتخابه أيدها حوالي 100 عضو كنيست الذين آمنوا باستقامته وعدالته. اذا افتتح اليوم جلسة الكنيست وصادق على اجراءات التشريع فانه سيوقع عار كبير بالبرلمان الاسرائيلي ومنصبه السامي، شبه الحكومي (هو يعتبر قائم مقام رئيس الدولة) وسمعته.
بالانجليزية الاميركية يسمون عنصر حرف الانظار "رد هررينغ"، القصد هو سمكة متعفنة تم دفنها في الساحة بهدف حرف الانظار عن الموضوع الرئيسي. هذا هو قانون الكاميرات، حرف الانظار أو ببساطة تحريض. في حالتنا، السمكة تتعفن من الرأس. التمرين الذي اخترعه نتنياهو، أو أحد مستشاريه، استهدف تحقيق عدة اهداف:
1- التحريض كعادته ضد الوسط العربي، كيس اللكمات الذي لا يخيب الآمال.
2- حث مصوتيه الذين يبدي جزء منهم اللامبالاة (حسب استطلاعات الليكود) على القدوم في 17 الشهر الحالي الى صناديق الاقتراع؛ من اجل التصويت ومن اجل اثارة الفوضى التي يمكن أن تشكل اساس جماهيري لادعاء مستقبلي بالغاء الانتخابات.
3- أن يحدث في وعي "قاعدته" بأن لجنة الانتخابات المركزية برئاسة قاضي المحكمة العليا حنان ملتسر، تعمل ضده وضد الليكود (هذه لبنة اخرى محتملة في طلبه الغاء الانتخابات).
4- للتعتيم على نفس الخلفية، لكن بدافع شخصي، على المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، الذي يتوقع أن يجري جلسة استماع لمحاميه في ملف 1000 و2000 و4000 في الاسبوع الاول من شهر تشرين الاول.
5- لإخضاع جدول الاعمال الاعلامي لمسألة "سرقة الانتخابات" الخيالية حتى يوم الخميس، موعد لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين.
في اطار المادة (5) نحن نرى التغريدات الجامحة ليئير نتنياهو. التغريدة عن اسحق رابين، "القاتل"، شطبت حقا ووالده تخلى عنه "بضعف غير مقنع"، لكن ليس هناك شك أن هذا هو نوع السم الذي سكب في أذن ولي العهد، يائير، منذ أن اصبح ناضجا. الآن، حيث الهزيمة المحتملة تلوح في الأفق، فان القيود على الاصابع التي كانت تقوم بدورها بصورة جزئية، ضعفت تماما.
الامور في شارع بلفور في القدس ليست كما كانت في السابق. يبدو أنه دائما لم تكن الامور نموذج للاستقرار. التقارير في وسائل الاعلام عن شهادات الزوجين شلدون ومريم ادلسون في الشرطة (اصحاب صحيفة "يسرائيل هيوم") التي تصف سارة نتنياهو بأنها مجنونة تماما ومتسلطة، لا تضيف الصحة والحصانة لمن يسكن في بلفور. الجنون والاجرام والنزوات تسيطر على منزل الزعيم.