كثيرا ما أتوقف عند كلام البعض من المثقفين، عندما يتحدثون عن حرية الفكر في بلداننا العربية، لكنني ما زلت أرى أن الإنسان العربي ما زال يميل إلى عدم الغوص في مفهوم حرية الفكر فالكاتب الأمريكي الهولندي هندريك ويليم فان لون يقول "إن حرية الفكر هي حرية البَوْح بالأفكار ووضعها موضع التطبيق" ومن خلال ما أرى من نقاش يدور حول حرية الفكر إلا أن الكثير يخجلون من البوح بصراحة عن مفهومهم لحرية الفكر.. فالبوح من المفكر أن يفضي ما به من أفكار يمكنها أن تطور من المجتمع، الذي به تجد الجهل مستفحلا بين الناس، لا سيما الذين لا يقرؤون ولا يتابعون ما يجري من حولهم من تطور إن كان على مستوى البحث العلمي أو على المستوى الحضاري أو على المستوى الاجتماعي.. إن حرية الفكر هي حرية البَوْح بالأفكار ووضعها موضع التطبيق ولكن إذا عدنا لمفهوم الحرية فنرى بأن الحرية هي أعلى قيمة بشرية أو حقٌ طبيعي مشاع لكل البشر. ومن هنا يمكننا القول بأن الحرية بلا فكر تصبح لا معنى لها، وكما قال المؤرخ البريطاني جون بيوري في كتابه حرية الفكر الحرية الفكرية الطبيعية لا تجدي شيئاً ما دام الإنسان المفكر لا يستطيع إيصال أفكاره الى الآخرين. "فحرية الفكر - من وجهة نظر بيوري - تعني باختصار حرية التعبير" ومن هنا كيف للمرء أن يعبر عن أفكار جديدة يمكن للمجتع أن لا يتقبلها، أو حين يريد المثقف أن يعبر عن آرائه بحرية، فيقمع من السلطة الحاكمة في تلك البلد، وأقصد هنا في الدول العربية، التي تتقبل انتقادا من مثقفين يريدون الأفضل لمجتعاتهم من أجل التطور والتقدم للتخفيف من معاناة الناس، فأين نحن من حرية الفكر؟ لا شك بأن حرية الفكر مهمة لتطور المجتمع لكن هل هناك حرية فكر بمفهومها الشمولي في مجتمعاتنا العربية؟ لا يمكن أن يتقدم أي مجتمع دون حرية فكر كما قرأنا عن تقدم أوروبا في كافة الميادين..
عطا الله شاهين