رأتنه مهموما على غير عادته، حينما عاد من عمله متعبا ذات مساء حارٍّ، فسألته ما بكَ؟ فقال لها: في هذه البلد أرى فسادا كثيرا، وهذا يجعلني أعيش في إحباط مزمن، لأن المحاباة في المؤسسات أراها جلية، لا سيما بين مسؤول المؤسسة وموظفين يتملقون للمسؤول، لكي يحققوا منافع شخصية، فهناك من الموظفين الصغار يريدون أن يكونوا مديرين عامين، ورغم كل شيء، إلا أن المسؤول في النهاية يعطي الدرجة للموظف، الذي يحابي له أو يمدحه أو يداهنه، فقالت له: إن شاء الله تتحسن أحوال البلد، فلا ترحل، فقال لها بعدما راح ينفث دخان سيجارته في الهواء: لا تحزني، فأنا راحل من هذه البلد، فقالت له: القرار لكَ، فاعمل ما تراه مناسبا أيها الهادئ في الحُبِّ..
بقلم/ عطا الله شاهين