سلم سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، اليوم الثلاثاء، مستشار وزير الخارجية الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سامر ملكي، رسالة من وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي إلى نظيره الفرنسي جان ايف لودريان، تتعلق بآخر التطورات في فلسطين والمنطقة.
وتتناول الرسالة، أيضا، الذكرى السبعين لتوقيع اتفاقيات جنيف الرابعة وتطبيقها على حالة فلسطين كدولة واقعة تحت الاحتلال، والانتهاكات الإسرائيلية لهذه الاتفاقية من خلال ممارساتها اليومية ضد شعبنا الفلسطيني في كافة الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشريف. والتأكيد على احترام فلسطين لهذه الاتفاقية ولكافة المواثيق والمعاهدات الدولية الموقعة.
ووضع الهرفي، مستشار وزير الخارجية الفرنسي في صورة آخر التطورات الميدانية والسياسية والانتهاكات اليومية التي يتعرض لها شعبنا وأرضنا ومقدساتنا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة الزيارة الاستفزازية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى مدينة الخليل المحتلة، التي يهدف من خلالها إلى حشد أصوات اليمين المتطرف.
وتطرق اللقاء، أيضا، إلى انتهاك إسرائيل لبروتوكول باريس الاقتصادي الموقع برعاية فرنسية وخاصة القرصنة الإسرائيلية على أموال المقاصة، حيث أكد الهرفي أن القيادة الفلسطينية عازمة في سعيها لتعديل هذا الاتفاق الذي يتيح لإسرائيل متى شاءت أن ابتزاز شعبنا في اقتصاده الوطني.
وفي سياق آخر، وفي إطار جهود بعثة فلسطين لدى فرنسا لدعم مكانة فلسطين الثقافية وتعريف المجتمع الفرنسي على الإنتاج الثقافي والفني الفلسطيني، التقى السفير الهرفي مع المستشار الدبلوماسي لرئيس معهد العالم العربي ايريك جيرود تيلمي بمقر بعثة فلسطين في العاصمة باريس.
وبحث السفير الهرفي مع تيلمي عددا من الأفكار والمقترحات لتوسع النشاطات مستقبلية في المجالات السياسية والثقافية والفنية.
وشكر الهرفي المستشار الضيف على اهتمامه ورئيس معهد العالم العربي في باريس وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ، بمتابعة البرنامج الثقافي الفلسطيني الفرنسي، مؤكدا ضرورة التحضير للنشاطات الثقافية المستقبلية وتنسيق العمل المشترك.
كما أعرب عن شكره لمعهد العالم العربي على دعمه الدائم للتراث والثقافة الفلسطينية في كافة المجالات، سواء السينما والمسرح والشعر والأدب، وبحث معه مجالات التعاون المشترك مشددا على ضرورة ابتكار وسائل جديدة وحشد دعم دولي أكبر لحماية الإرث الثقافي الفلسطيني - بالتعاون مع منظمة اليونسكو - الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي جاهدا محو آثاره من أجل طمس هوية شعبنا الفلسطيني الثقافية والسياسية، والحلول محلها بمحاولة منه لتزوير التاريخ بالقوة.
وتناول اللقاء، أيضا، سبل دعم عملية السلام في الشرق الأوسط وحماية حل الدولتين الذي تعمل الحكومة الإسرائيلية العنصرية بقيادة نتنياهو وحلفائها على وأده بكل الوسائل والإمكانات.
وتم التطرق إلى مدى تأثير العمل الثقافي على الواقع الاجتماعي والسياسي، وتشارك الطرفان وجهات النظر حول دور الثقافة في زيادة الوعي بالقضايا السياسية، حيث أن الواقع السياسي له أثر مباشر في الإبداع الفكري كما للأبداع الفكري أثر على السياسة، والحالة الفلسطينية خير دليل على العلاقة القوية بينهما وتأثير كل واحد على الآخر وضرورة إبراز العمل الأدبي والفني الفلسطيني الذي غالبا ما يحمل بعدا سياسيا ووطنيا يحاكي الحياة الاجتماعية والنفسية للمواطن الفلسطيني ومعاناته تحت الاحتلال.
وعلى المستوى الفني، بحث الطرفان خطة عمل المرحلة المقبلة التي ستشمل برنامجا للنشاطات الثقافية والفنية في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، حيث سيتم التركيز على الإبداع في المجال الشعري والروائي وتكريم كبار الشعراء والكتاب والروائيين وتشجيع الجيل الشاب، من خلال التعريف بأعمالهم ونشر إبداعاتهم الفكرية والشعرية والمسرحية والأدبية. كما تم الاتفاق على دعم الأمسيات الثقافية والأدبية من خلال التعاون والتنسيق المسبق في النشاطات السنوية، كما هو الحال في أمسية الشعر التي يرعاها معهد العالم العربي بالتعاون مع بيت الشعر ضمن مهرجان باريس السنوي للأدب والشعر في نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وكذلك الأمر فيما يخص النشاطات الثقافية التي تجري في فلسطين، حيث تم دعوة رئيس المعهد للتعرف عليها عن قرب والمشاركة في بعض الفعاليات من أجل فتح آفاق تعاون جديدة في المستقبل القريب.
كما التقى الهرفي مع مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية وشؤون أوروبا كريستوف فارنو، وهنأه على الدور الرائد والصاعد للدبلوماسية الفرنسية بقيادة الرئيس ماكرون في منطقة الشرق الأوسط، ونجاحها في إطفاء فتيل الأزمات بمختلف الملفات.
وشكر السفير الهرفي الشعب الفرنسي وحكومته على دعمهم ومساندتهم لشعبنا وقيادته في المجالات السياسية والاقتصادية والتقنية والتنموية، مثمنا زيادة الدعم الفرنسي المقدم لوكالة "الأونروا".
كما ثمن المواقف الفرنسية الثابتة من القضية الفلسطينية العادلة، معربا عن تقديره للدور الفرنسي الفاعل والمستمر في العمل على تكريس احترام القانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، القائمة على احترام سيادة الدول واستقلال الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وعدم شرعية استملاك اراضيها بالقوة.
ووضع الهرفي، المسؤول الفرنسي في صورة الوضع الحالي وتطورات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، معرّجا على أهم محطات القضية الفلسطينية من القدس مرورا باللاجئين والأسرى والاستيطان والحصار والإبادة الممنهجة وأعمال القرصنة على مقدرات الشعب الفلسطيني انتهاء بمحاولة القضاء على القضية الفلسطينية بمساعدة الإدارة الأميركية التي لم تألُ جهدا في مساعدة حكومة التطرف والاستيطان في إسرائيل من أجل القضاء على الهوية والأرض والإنسان الفلسطيني.