رأيتُ حُلْماً ذات ليلةٍ مدحتْني فيها قبل نوْمي امرأة..
في الحُلْمِ كنتُ واقفا على سطحِ كوكبٍ أزرق..
سمعتُ هناك صوتا أنثويا آتيا من العدم..
بحثتُ عن مصدرِ الصّوتِ لأنه جذبني بشدّةٍ
تعبتُ من البحثِ في عتمةٍ زرقاءٍ مخيفة
جلستُ على تلٍّ رملي باردٍ ونظرتُ إلى النّجوم
تأملت هدوئها بصمتٍ مجنون
بصعوبةٍ أشعلتُ سجارتي الأخيرة
دخّنتها بنهمٍ عادي..
الرياح الباردة كادت تطيرني لولا تشبّثي بصخرةٍ زرقاء
الصوت الأنثوي عاود الصّدحَ مرة أخرى
اطفأت سيجارتي بالرّمل
الرياح خفّ هبوبها
كانت الرياح تصدر صوتاً يشبه صوتَ امرأة
تجمّدت من البردِ واعتقدت أنني متّ على سطح الكوكب الأزرق
استيقظتُ من دفءٍ مجنون
نظرتُ بعدما فركتُ عيني جيدا، ورأيتُ امرأةً تحضنني
بعد استيقاظٍ مؤكد شاهدت دميةً كبيرة بجانبي
قلتُ لعل طفلتي أرادت أن تريني هديتها..
وجدتني نائما ووضعتها كي أراها..
قلتُ لكن في الحلم لم تكن دمية
مدحها المجنون كاد يطيّرني من الفرَحِ..
إنها امرأة تبحثُ عن حُبٍّ في ذاك الكوكب
فما أروعَ هذا الحُلم الذي شعرتُ فيه بدفءٍ حقيقي..
عطا الله شاهين