قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله اليوم وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في مدينة بيت لحم بأن "المسيحيين الفلسطينيين في هذه الديار اصبحوا قلة في عددهم بسبب ما الم بهم وبشعبهم، ولكنهم ليسوا اقلية في وطنهم ويجب علينا جميعا ان نرفض بأن يتم التعاطي معنا كأقلية ذلك لان هذا لا يسيء الينا فحسب بل هو تشويه لطابع وهوية بلادنا وشعبنا."
وقال "المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من الغرب ونحن لسنا جماعة أوتي بها من هنا او من هناك فنحن اصيلون في انتماءنا لهذا المشرق وفي انتماءنا لفلسطين ارضا وشعبا وقضية وتاريخا وتراثا وهوية .
نحن فلسطينيون نفتخر بانتماءنا للشعب الفلسطيني ونرفض لغة التكفير والتحريض التي يستعملها بعض اولئك الذين لا يمثلون ثقافة وهوية شعبنا الفلسطيني ."
وتابع "نحن لسنا كفارا ولسنا مشركين بل نبتدأ دستور ايماننا قائلين " أؤمن بإله واحد " فالاختلاف في الايمان والعقيدة لا يجوز ان يؤدي الى الضغينة والكراهية التي نرفضها جملة وتفصيلا ذلك لان البشر جميعا وان تعددت مذاهبهم ومشاربهم وخلفياتهم الثقافية انما هم ينتمون الى عائلة واحدة خلقها الله واسبغ عليها نعمه ومراحمه وبركاته.
فلتكن معنوياتكم عالية ولا تفكروا بالهجرة من هذا الوطن لانكم لن تجدوا مكانا افضل من فلسطين في اي مكان في عالمنا واولئك الذين يهاجرون هم ضيوف في البلدان التي ذهبوا اليها ، أما في فلسطين فنحن لسنا ضيوفا عند احد ، فهذا الوطن هو وطننا وهذا الشعب هو شعبنا وهذه الارض هي ارضنا وهذه المقدسات هي مقدساتنا ."
وقال "كونوا اقوياء في ايمانكم وانتمائكم لهذه الارض المقدسة فنحن عندما ندافع عن فلسطين ندافع عن انفسنا وندافع عن تاريخنا وتراثنا وقيمنا الايمانية والاخلاقية والانسانية النبيلة ونحن عندما ندافع عن فلسطين ندافع عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
وقد اكدنا مرارا وتكرارا بأننا مع الدولة المدنية وهذا ما ذكر في وثيقة الكايروس الفلسطينية فالدولة المدنية هي التي لا يتحدثون فيها بلغة الاكثرية او الاقلية ولا يتحدثون فيها بلغة الطائفة او الملة ولا يوجد في الدولة المدنية مواطن من الدرجة الاولى ومواطن من الدرجة العاشرة ونحن مع دولة القانون والمواطنة التي تحمي حقوق الجميع وتصون جميع الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم او ارائهم او مواقفهم ."
وأضاف "رسالتنا كمسيحيين في هذه الارض ستبقى رسالة المحبة التي نادى بها المخلص فالله محبة ولذلك وجب ان نحب بعضنا بعضا وان نحب شعبنا ووطننا وان نتفانى في خدمة هذا الوطن الجريح الذي غيب عنه العدل وسرق منه السلام ."
وشدد قائلا "نرفض مظاهر التطرف والعنصرية والكراهية والعنف بكافة اشكالها والوانها وسنبقى دعاة خير ورحمة ومحبة وخدمة للانسانية .
نسكن في فلسطين بأجسادنا والقدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية ولكن هذا الوطن الجريح يسكن في افئدتنا وفي عقولنا وفي ضمائرنا ."