في مثل هذا اليوم من العام 1982م أٌرتُكبّت أبشع مذبحةَ بحق الإنسانية عرفتها البشرية في الزمن المعاصر جرت فصولها الدامية بحق الشعب العربي الفلسطيني في أماكن لجوئه خارج وطنه في أكبر عملية تطهير عرقي وإبادة جماعية مورست بحقه وتحديدا في مخيمي اللجوء صبرا وشاتيلا بالقرب من العاصمة اللبنانية بيروت ‘ أتت على أرواح ما يقارب الخمسة آلاف شهيد جُلُهم من النساء والشيوخ والأطفال لتضع آلة الجريمة الصهيونية وحلفائها من خونة الأمة حداً لحياتهم وآمالهم وأحلامهم بالعودة ولقاء الأحبة في وطنهم الأم فلسطين التي هُجروا منها عنوة وقسراً في أبشع جريمة حرب وجريمة تطهير عرقي لا مثيل لها وكذلك جرائم بحق الإنسانية .. تلك المجزرة الشنعاء التي نفذت ليلة السادس عشر من أيلول وتوالت حلقاتها طيلة ثلاثة أيام على التوالي أُزهقت خلالها أرواح الآلاف من الأبرياء ممن لا ذنب لهم سوى تلك الضمانة الملتوية على أرواحهم من بعض الدول المسماة الكبرى الراعية للاتفاق الذي جرى بموجبه سحب مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية وألوية المقاومة اللبنانية من بيروت وضواحيها إلى الشمال اللبناني بهدف حقن دماء المدنيين الأبرياء من الفلسطينيين واللبنانيين على السواء‘ وعدم المس بحياة الضعفاء في مخيمات اللجوء الفلسطيني هناك‘وكانت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس تلك الدول الضامنة للاتفاق والتي تجاهلت عن عمد وخبث ورياء المشاهد المريعة لجثث الآلاف من الضحايا ممن بُقرت بطونهم بالسلاح الأبيض‘ وهشمت رؤوسهم بالفؤوس والبلطات‘ وقطعت أطرافهم بالسكاكين‘ وألقي بجثامينهم على جنبات الطرق وفي أزقة المخيم.في.مشهد.مريع.يندى.معه.جبين.الإنسانية.
وتأتي مجزرة صبرا وشاتيلا إضافة أخرى لمجازر عديدة تعرض لها الشعب العربي الفلسطيني منذ النكبة الفلسطينية وحتى يومنا هذا الذي نعيش‘ ومنها مجازر دير ياسين وتل الزعتر ومجزرة قبيا ويافا وقانا والسموع وغزة هاشم وغيرها من المجازر التي لا زالت ترتكب بحق شعبنا‘ والعالم ما زال يقف إزائها موقف المتفرج ولا يحرك ساكناً‘ولا زالت أيدي المجرمين الملطخة بدماء الأبرياء طليقةً دون أن تنال عقابها على ما اقترفته من أعمال وحشية ومشينة بحق الطفولة البريئة وبحق الإنسانية المتعطشة للأمن والأمان والاستقرار .
اليوم وبعد مرور سبعٌ وثلاثون عاما على المجزرة الرهيبة بحق الأبرياء في صبرا وشاتيلا وفي زمن أدعياء الديمقراطية والشفافية وسيادة القانون الدولي نخاطب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والعفو والعدل الدولية‘ ونقول بعالي الصوت كفى تقتيلا بحق أبناء شعبنا الفلسطيني‘ وكفى إمعاناً في ذبح الطفولة وإحراق أجسادهم الندية ..واّن الأوان للعدالة الدولية تقديم المجرمين الصهاينة للمحاسبة وفق القانون الدولي عن جرائم الحرب والتطهير بحق الإنسانية ‘ووضع حد لمأساة الشعب العربي الفلسطيني‘ وإنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض ويتعرض له منذ ما يزيد على السبعين عاما خلت ‘وإعادة حقوقه المسلوبة جميعاً ومنها حقه الأكيد في العودة وتقرير المصير وتبييض السجون والمعتقلات كافة‘ وإقامة دولته المستقلة..وعاصمتها..القدس..الشريف.
بقلم:ثائرمحمدحنني..الشولي
بيت فوريك-فلسطين المحتلة
أيلول - 2019