تشتد المنافسة شراسة بين رئيس الوزراء الصهيوني ( نتنياهو) والأحزاب الصهيونية الأخرى أبرزها حزب ( أزرق أبيض ) برئاسة الجنرال الصهيوني ( بني غانتس ) وحزب ( إسرائيل بيتنا ) برئاسة الوزير الصهيوني السابق ( أفيغدور ليبرلمان ) وغيرهم من الأحزاب الإسرائيلية الصغيرة كلهم في معركة انتخابية دقيقة بهدف الفوز والقدرة على تشكيل الحكومة الصهيونية القادمة ..
إن أهم أحلام ( نتنياهو) في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في حياته السياسية تتمثل في الفوز في هذه الانتخابات الهامة و البقاء على سدة حكم الكيان أطول مدة في تاريخ الصهاينة؛ ليصبح الأسطورة في تولي عرش الكيان، لذا فهو ينثر الوعود والأحلام في كل مكان يخطب فيه، ولا شك أن الأيام القادمة عصيبة لرئيس الكيان ( نتنياهو) وهو في مواجهة خصومه ( بني غانتس ) و ( أفيغدور ليبرلمان ) في حزبي ( أزرق أبيض )، وحزب ( إسرائيل بيتنا ) .
ويحيا ( نتنياهو) هذه الأيام ضغوط متواصلة كونه يخوض معركة مصيرية خاصة أن ( نتنياهو) أمام تحديات كبيرة تدعوه للفوز في هذه الانتخابات وإلا سيكون مستقبله السياسي في خطر كبير وسيتعرض حزب الليكود لانتكاسة سياسية، أما ( نتنياهو) فإنه قد يواجه مصيره السجن مثل سابقيه من الرؤوساء الذين تلاحقهم قضايا الفساد والرشوة خلال عمله الحكومي ..
لم ينم ( نتنياهو) الأيام الماضية وقدم تضحيات كثيرة في جولاته الانتخابية حتى تعرض شخصيا لخطر الموت جراء سقوط أحد صواريخ المقاومة الفلسطينية بجانب حفله الانتخابي في ( سديروت) مما زاد عليه الضغوط السياسية من قبل خصومه السياسيين الذي يبذلون جهود كبيرة من أجل الانتصار على ( نتنياهو) والفوز في حكم الكيان .
إن مهارات ( نتنياهو) السياسية والخطابية قد لا تحميه من الجرائم التي تواجهه في حاله خسارته الانتخابات في الكيان، لذا فهو يعطي الضوء الأخضر للصهاينة لمواصلة تنفيذ مخططات سرقة أرضنا ومخططات ضم مستوطنات الضفة الغربية وضم الأغوار، حيث أعلن ( نتنياهو) ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار وزيادة بناء المستوطنات ضمن خططه التوسعية المرحلة القادمة .
وقد جاءت وعود ( نتنياهو) التوسعية بالتنسيق المباشر مع إدارة ( ترامب) فيما يتوقع أن يقوم ( ترامب ) بالإعلان عن خطة الأمريكية الجديدة للتوصل للحل بين ( الإسرائيليين ) والفلسطينيين .
إن إعلان ( نتنياهو) مخططاته التوسعية لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن مثابة إعلان حرب جديدة تستهدف الأرض والإنسان والكيان الفلسطيني ويضرب عرض الحائط كافة الجهود والمواثيق الدولية والقرارات الأممية التي ترفض السياسات الاستيطانية وتعتبرها انتهاك خطير لمواثيق الأمم المتحدة ..
وقبل أيام كشفت وسائل إعلام عبرية عن نية الاحتلال السماح للمستوطنين بتملك أراض في الضفة الغربية حيث يعكف القانونيون والمستشارون في جيش الاحتلال على إعداد مذكرة قانونية تسمح لقطعان المستوطنين بشراء وتملك الأراضي في الضفة الغربية كأفراد مستقلين، فإنه حسب القانون المتبع في الضفة الغربية يسمح فقط للأردنيين أو الفلسطينيين والأجانب من أصل عربي بشراء الأراضي في الضفة ولا يسمح لــ ( المستوطنين ) بتنفيذ المعاملات العقارية في الضفة الغربية .
إن وعود ( نتنياهو) برفض السيادة الكاملة على الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت، وأحلامه التوسعية إنما يؤكد على النوايا الإجرامية المسؤولين في الكيان الصهيوني، إضافة إلى صولاته وجولاته الخارجية بهدف تنفيذ السياسات التطبيعية في المنطقة تستهدف الحفاظ على الكيان ووجوده في ( الشرق الأوسط ) وتستهدف مواصلة مخططات سرقة وتهويد أرضنا الفلسطينية المباركة، وهي تتساوق مع المخططات الأمريكية للمنطقة، وتنسف كافة الجهود السياسية والأممية من أجل إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة؛ لذا فإن جنون العظمة والخداع الذي يمارسه ( نتنياهو) لابد من التصدي له عربيا وأمميا ودوليا وفضح جرائم ( نتنياهو) والصهاينة أمام العالم ومواصلة النضال الأممي من أجل التصدي للمخططات الصهيونية التوسعية التي تهدد فلسطين والمنطقة العربية .
إن ما يحدث داخل الكيان قبيل الانتخابات ( الإسرائيلية ) لم يكن جديدا علينا لأن الكل يتنافس من أجل الفوز في هذه الانتخابات وتنفيذ باقي المخططات الاستيطانية بل وزيادة الجرائم بحق أرضنا وشعبنا الفلسطيني بهدف فرض السيادة الصهيونية الكاملة على أرض فلسطين ومرتفعات الجولان وتأمين حدود الكيان لسنوات قادمة، في المقابل يتوجب على الأمة العربية والإسلامية النهوض من كبوتها وغفوتها لمواجهة الخطر الصهيوني الكبير على أرضنا الفلسطينية وعلى مشروعنا الوطني التحرري .
إلى الملتقى ،،
قلم / غسان مصطفى الشامي