تصدّرت قائمة "كاحول لافان - ازرق ابيض" استطلاعات الرأي لانتخابات الكنيست الـ 22 في القنوات العبرية، مساء الثلاثاء، بفارق ضئيل عن حزب الليكود، وسط عدم قدرة أي منهما على تشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة حسب التحالفات الحاليّة، في حين تراوحت قوة القائمة العربية المشتركة بين 11 - 13 مقعدًا. حسب ما رصده موقع "عرب 48".
يشار إلى أن هذه النتائج ليست النهائيّة، إنما عيّنة من الأشخاص الذين قاموا بالتصويت حتى الساعة الثامنة مساءً.
وبحسب هذه النتائج، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بحاجة إلى عدد من المقاعد يتراوح بين 4 - 7 ليتمكن من تشكيل حكومة، بينما زاد تمثيل القائمة المشتركة عن انتخابات نيسان/ أبريل الماضي في كافة الاستطلاعات، وكذلك حزب "يسرائيل بيتينو".
وأغلقت مراكز الاقتراع في إسرائيل أبوابها معلنة نهاية يوم الانتخابات للكنيست الـ 22 في تمام الساعة العاشرة مساء بتوقيت القدس المحتلة ولكي تبدأ عملية فرز الأصوات مباشرة وتدفق النتائج الى اللجنة المركزية للانتخابات التي ستعنى في الأيام القليلة القادمة بنشر نتائجها الرسمية.
بينما جاءت المعسكرات على النحو الآتي:
وسارع نتنياهو، فور ظهور نتائج الاستطلاعات، إلى الاتصال بشركائه في الائتلاف، قادة "يهدوت هتوراه" و"إلى اليمين"، للتأكيد على استمرار التعاون معهم.
ولفت المراسل السياسي للقناة 12، عميت سيغال، إلى أنّ نتنياهو "مجبر على التواصل مع الحريديين للحصول على توصيتهم بتشكيله الحكومة عن الرئيس، لكنه مجبر عن التخلّي عنهم لاحقًا لتشكيل الحكومة"، في إشارة إلى اشتراط "كاحول لافان" والأحزاب المعارضة لنتنياهو أن تكون الحكومة المقبلة "حكومة وحدة دون الحريديين".
وفي أوّل رد فعل لها، قالت قائمة "كاحول لافان" إن رئيسها، بيني غانتس، شكّل طاقم مفاوضات خاصا بتشكيل الحكومة، في حين قال عضو الكنيست والمرشح الثاني عن "كاحول لافان"، يائير لبيد، إن قائمته لن تعلّق بأي شيء قبل ظهور النتائج النهائيّة؛ وقال المرشّح الخامس في القائمة، آفي نيسنكورن، إنهم سيسعون لإقامة حكومة وحدة برئاسة بيني غانتس.
من جهته، قال رئيس الكنيست، يولي أدلشتاين، الذي طرح اسمه كخليفة محتمل لنتنياهو في قيادة الليكود، إن "الليكود حزب موحد وسيبقى كذلك. وهو الحزب الديمقراطي الوحيد في المنظومة السياسيّة، وعلى رأسه شخص منتخب، هو بنيامين نتنياهو".
وأضاف أدلشتاين "كما قلت غيرَ مرّة، أقترح على قيادات الأحزاب ألا تحاول تحديد من سيرأس الليكود، وكل محاولة كهذه لن تنجح"، وبادر أكثر من وزير في الليكود إلى تأكيد "ولائهم" لنتنياهو، وإنكار أي محاولة لاستبداله.
وبينما لم يصدر أي ردّ رسمي من الليكود، قالت وزيرة الثقافة الإسرائيليّة، ميري ريغيف، إن حزبها "لن يُبعد" نتنياهو عن رئاسته، ولم يستبعد وزير القضاء المقرّب من نتنياهو، أمير أوحانا، إقامة حكومة وحدة "دون ’يسرائيل بيتينو’".
وقال وزير الخارجيّة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن "نتنياهو هو مرشّح الليكود الوحيد لرئاسة الحكومة. عندما تُنشر النتائج النهائيّة سنعمل مع شركائنا لتشكيل حكومة مستقرّة، تقود دولة إسرائيل في مواجهة التحديات التي تواجهها".
بينما أكّد رئيس قائمة "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، في خطاب له أمام أنصاره، سعيه إلى إقامة "حكومة وحدة تضمّ الليكود و’كاحول لافان’ و’يسرائيل بيتينو’"، ودعا الرئيسَ الإسرائيلي إلى عدم انتظار النتائج النهائيّة، ودعوة نتنياهو وغانتس يوم الجمعة المقبل في اجتماع "غير رسمي" بهدف تشكيل حكومة وحدة.
وبخصوص العروض المحتملة من نتنياهو، قال ليبرمان "لن تنفع الإغراءات بالحقائب الوزاريّة، ولا مقترحات التناوب (على رئاسة الحكومة)، علينا أن نتّخذ خطوات غير تقليديّة، بسبب الظروف الطارئة".
وفور ظهور النتائج، أعلنت كتلة "إلى اليمين" انفصالها إلى مكوّنين، هما "اليمين الجديد" برئاسة الوزيرين السابقين آييلت شاكيد ونفتالي بينيت؛ و"البيت اليهودي" بقيادة الوزيرين رافي بيرتس وبتسلئيل سموتريتش، على أن تجريا مشاورات تشكيل الحكومة سوية.
إلا أن رئيسة الكتلة، آييلت شاكيد، قالت في خطابها "وقّعنا على الانفصال لأن هذا كان وعدنا للناخبين. أنا أؤمن أن علينا أن نستمر سويّة. علنينا أن نفي بوعدنا للناخبين، لكن أيضًا علينا أن نرى ما هو الصحيح لإسرائيل ولليمين الأيديولوجي"، في المقابل قال وزير المعارف، رافي بيرتس، "بامتحان النتيجة، التحالف مع شاكيد لم يأتِ بالنتائج المرجوّة".
وقال الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في بيان مقتضب، إنه سيبدأ مشاورات تشكيل الحكومة بعد حصوله على "صورة الوضع الأكثر دقّة والأقرب قدر الإمكان".
وأضاف ريفلين أن نصب عينيه "الحاجة إلى تشكيل حكومة بسرعة قدر الإمكان، وتحقيق إرادة الشعب، كما عبّر عنها في الانتخابات، بالإضافة إلى الامتناع عن انتخابات ثالثة".
احد اقطاب "المعسكر الديمقراطي"، ايهود باراك الذي شغل في الماضي منصب رئيس الحكومة قال معقبا على نتائج العينات الانتخابية: "لا يستطيع نتنياهو تشكيل حكومة وتلك هي بداية الإصلاح العميق في المجتمع الإسرائيلي".
النائب احمد الطيبي من القائمة العربية "المشتركة" عقب على النتائج الأولية للانتخابات بقوله ان عهد نتنياهو قد انتهى وعليه إما ان يجلس في بيته وإما في السجن. وأضاف ان "صفقة القرن" لم يعد لها أي وجود بعد الآن.
وأشار المرشح الثاني في القائمة "المشتركة"، النائب إمطانس شحادة، إلى أن النتائج تؤكد أن عهد نتنياهو انتهى، وتوقع أن تكون المرحلة المقبلة، "مرحلة جديدة من العمل السياسي الجماعي للأقلية العربية الفلسطينية في الداخل".
وردا على سؤال الصحافيين حول إمكانية توصية "المشتركة" على مرشح "كاحول لافان"، بيني غانتس، لتشكيل الحكومة المقبلة، قال رئيس القائمة، أيمن عودة، إنه "ينتظر هاتفا من غانتس، للحديث معه حول قانون القومية وقانون كمينتس ورؤيته حول سبل القضاء على العنف في المجتمع العربي".