بكافة الاحتمالات ما بين نسبة النجاح الضئيل أو الفشل الذريع والجزئي ..... وقبل ساعات قليلة من الاعلان عن نتائج الانتخابات الاسرائيلية ... وما يجري بالساعات الاخيرة من ازدياد واضح بنسبة التصويت لصالح قوي اليسار والوسط والقائمة العربية ....وما صدر من استغاثه خاطب فيها نتنياهو قوي اليمين المتطرف والمستوطنين ...لانقاذ حكومة اليمين ما قبل السقوط المدوي والمحتمل !!
بعد أن ثبت على مدار الزمن من فشل ذريع تحقق بعهد نتنياهو واعتماده باستمرار حكمه على عنصريته واستيطانه . ...والعمل على ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية والتهديد بضم المزيد ... والابقاء على تغذية حالة الانقسام الفلسطيني في ظل مفهوم التهدئة من وجهة النظر الاسرائيلية... بما لها من أبعاد سياسية على طريق الفصل والانفصال ما بين اجزاء الوطن الفلسطيني وما يجري من اتهامات مستمرة لليكود وزعيمه نتنياهو بأن هناك من يحاول اسقاطهم عن الحكم ...واستبدالهم بقوي اليساروالوسط والقائمة العربية والتدخل بشأن الانتخابات الاسرائيلية .
لكل ذلك وغيره لن يسعف نتنياهو ولن يقدم له قارب النجاة... رغم الموقف الأمريكي الذي أعلن عنه الرئيس ترامب الذي دعى الي عقد اتفاقية دفاع مشترك مع دولة الكيان والوقوف معها ودعمها بكافة سبل الدعم والاسناد ...وكأن دولة الكيان وعبر عقود طويلة خارج اطار هذا الدعم الكامل والشامل من قبل الولايات المتحدة... لكنها محاولة من الرئيس ترامب لدعم الليكود واليمين تمهيدا لصفقته وامكانيه تنفيذها بحسب رؤيته ومصالح اليمين الاسرائيلي .
نتنياهو أصبح بموقف حرج يهدد موقفه السياسي في ظل احتمالات السقوط والذي سيؤدي الي محاكمته ومقاضاته على فساده ...وعلى الأقل على طريق الضعف المتزايد والهشاشة لاحتمالية تشكيل حكومة ما بعد ظهور نتائج الانتخابات والتي لن تكون مريحة لنتنياهو ومشروعه اليميني والمتطرف .
المباركة لنتنياهو!!! ليس مباركة بالمعني اللفظي وبالمضمون الحقيقي .... لكنها مباركة مرتبطة بسخرية سياسية على كل من راهن على نتنياهو واليمين الاسرائيلي بامكانية تحقيق أي مكاسب سياسية أمنية اقتصادية لدولة الكيان... وحتى خارج الاطار بامكانية احداث حالة التطبيع وبناء العلاقات مع بعض الأقطار العربية واستمرار وتغذية حالة الانقسام بما يخدم المصالح الاستراتيجية لاسرائيل .
لقد أحدث اليمين خسارة متوقعة حتى وان كانت تراجعا بنسبة المقاعد... لكنها خسارة بامكانية التشكيل وفق الرؤية والاهداف الاستراتيجية والمشروع الاستيطاني والضم القائم على غور الاردن وشمال البحر الميت واستمرار التهويد وانهاء كافة الآمال حول احتمالية التسوية بمفهوم حل الدولتين .
لقد أصر اليمين واليمين المتطرف بزعامة نتنياهو على سياستهم وعنصريتهم وعقيدتهم التوراتية والتي لن تسعفهم ....ولن تقدم لهم طوق النجاة ...ولن تبقيهم على سدة الحكم وعلى الأقل بتشكيلة مريحة يستطيعون من خلالها تنفيذ ماربهم وأهدافهم .
لم تظهر النتائج بعد... ولم تحسم المعركة الانتخابية حتى كتابة هذه السطور ... لكن الخطوط العريضة ... واحتمالات ما يمكن ان يحدث ... لن تخرج عن اطار التوقعات والاحتمالات ... والسيناريوهات التي تعمل عليها دولة الكيان بيمينها المتطرف وحتى بما يمكن ان تفرزه الانتخابات الحالية من تشكيلة حكومية ستكون اضعف من ان تحسم اصدار التسوية السياسية وانهاء الصراع .
الكاتب/وفيق زنداح