قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم، بأننا "نمر بمرحلة ترقب وقلق شديدين لما سيحدث في باب الخليل في البلدة القديمة من القدس حيث يهدد المستوطنون ويخططون للاستيلاء على عقاراتنا الارثوذكسية العريقة والجميلة في تلك المنطقة والتي تعتبر تحفة من التحف التي تزين مدينتنا المقدسة وتعتبر تلك المنطقة البوابة المؤدية الى المقدسات والى الاديرة والبطريركيات وحارات البلدة القديمة من القدس".
وأضاف حنا لدى استقباله اليوم وفدا كنسيا استراليا، ان "خسارة باب الخليل وعقاراته انما هي كارثة بكل المقاييس وهي جريمة جديدة تضاف الى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق مدينة القدس وعقاراتها واوقافها وابناءها".
وأشار إلى أن صفقة باب الخليل المشؤومة انما تعتبر مؤامرة مباشرة تستهدف الحضور المسيحي العريق في مدينة القدس ومن خططوا لهذه الصفقة المشؤومة انما هدفهم ليس فقط سرقة العقارات الارثوذكسية وتصفيتها بل اضعاف وتهميش الحضور المسيحي في المدينة المقدسة.
ولفت إلى أنه "استهداف مباشر لما تبقى من مسيحيين في البلدة القديمة من القدس واستيلاء المستوطنين على عقارات باب الخليل يعني ان هذا سيؤدي الى افراغ البلدة القديمة من مسيحييها ناهيك عن كونه تطورا دراماتيكيا يستهدف طابع مدينة القدس وهويتها وابناءها جميعا".
وشدد حنا على أن القدس كلها مستهدفة وكما يُستهدف المسجد الاقصى والاوقاف الاسلامية هكذا تستهدف ايضا اوقافنا المسيحية وان تعددت الوسائل والاشكال والانماط والادوات المستخدمة في هذا الاستهداف.
وقال "نحن امام كارثة وشيكة قد تحدث في اي يوم وفي اي ساعة ولم يعد كافيا اصدار بيانات شجب واستنكار بل ما هو مطلوب خطوات عملية هادفة لابطال هذه الصفقة التي ابرمها متآمرون ومتخاذلون وسماسرة وعملاء وجدوا لكي يكونوا ادوات مسخرة في خدمة الاحتلال واجنداته وبرامجه في مدينة القدس".
وأضاف "سنبقى ندافع عن باب الخليل وعقاراته المستهدفة ولن نقبل بأية ضغوطات او ابتزازات ايا كان شكلها وايا كان لونها ، فمن واجبنا جميعا ان ندافع عن القدس وان نرفض المؤامرات التي تتعرض لها وان نكون على قدر كبير من الحكمة والرصانة والمسؤولية".
ولفت إلى أن تسريب عقارات باب الخليل للمستوطنين انما هي جريمة كبرى بحق القدس وتاريخها وطابعها وتراثها، كما انها جريمة بحق الحضور المسيحي العريق والاصيل في مدينتنا المقدسة.
وطالب الكنائس المسيحية وكافة المؤسسات المنادية بالعدالة والمدافعة عن حقوق الانسان والتي تنادي بأن يتحقق السلام والعدل بضرورة ان يلتفتوا جميعا الى ما يحدث في مدينة القدس وخاصة في باب الخليل حيث ان هنالك كارثة وشيكة محدقة بتلك العقارات والابنية التاريخية التي بناها اباء قديسون منذ مئات السنين لكي تكون صروحا مقدسية عريقة شاهدة على تاريخنا وعراقة انتماءنا وحضورنا في هذه البقعة المقدسة من العالم.