ستقف القائمة المشتركة أمام امتحانات صعبة ومصيرية خلال الأيام المقبلة، بغض النظر عن النتائج النهائية (12 أو 13 مقعدًا)، ويجدر منذ الآن التشديد على ضرورة الالتزام بمبادئ أساسية وعدم التخلي عنها ولا بأي حال من الأحوال من قبل كافة مركبات "المشتركة". هذه المبادئ تنبع مباشرة من هذا الالتفاف الشعبي الإجماعي حول "المشتركة".
بداية، يجب الحفاظ على "المشتركة" موحدة كهدف إستراتيجي أعلى، وعدم قيام أي طرف أو أي عضو بمن فيهم رئيس القائمة، أيمن عودة، بأي خطوة غير إجماعية قد تمس بوحدة المشتركة.
لضمان ذلك، من البديهيات ألا يقوم أي طرف بخطوات منفردة ومتسرعة، وبالإمكان التخلص دائما من أي موقف محرج بالالتزام بأن "المشتركة" قائمة تحالفية وأن أيا كان لا يستطيع إعطاء جواب بدون التشاور مع مركبات المشتركة واتخاذ القرار بالإجماع.
ثانيًا، من الواضح أن شعبنا بغالبيته يعتبر أن قيادة "المشتركة" هي قيادته السياسية المنتخبة، وهو ينتظر منها أن تتصرف على هذا الأساس، وهذا يفرض أمرين غاية في الأهمية:
1) عدم التسرع والارتجال في أي شيء، وعدم الانزلاق في أي منحدر بسبب مواقف أو ضغوط شعبوية، وبدلا من ذلك، خلق شراكة كاملة بين الأحزاب في وضع الخطط وصياغة مواقف إستراتيجية بناء على دراسة متأنية لخارطة المركبات السياسية ومصالحها، وبالاعتماد على برنامج المشتركة السياسي.
2) بناء مرجعية شعبية واسعة لهذه القيادة، تشمل أوسع قاعدة شعبية، تشمل أيضا من قاطع لأسباب مبدئية. في المرحلة الحالية لجنة المتابعة هي الإطار الوطني الذي يوحد الجميع. من الخطوات الضرورية ذات الدلالة الكبيرة والتي تحمل رسالة ذات مغزى للأحزاب والقوى السياسية الصهيونية، هي الدعوة السريعة لاجتماع مجلس لجنة المتابعة ونقاش كافة التحديات والفرص والمستجدات. هذه الرسالة عنوانها الأبرز أننا قررنا أن نتصرف كشعب له مرجعيات ورؤية مشتركة وخطوط حمر يلتزم بها.
وأخيرًا، من الواضح أن الأحزاب ومركبات ما يسمى بمعسكر المركز - يسار، يعولون على انشقاق المشتركة، وعينيا إخراج أو عزل التجمع منها تيسيرا وتسهيلا لباقي المركبات للتوصية بتكليف غانتس بتشكيل الحكومة.
وقد تداول المحللون هذا السيناريو في كل المحطات الإسرائيلية بالأمس. هذه مؤشرات أيضا على الضغوطات الكبيرة التي ستمارس خلال الأيام والأسابيع المقبلة والتي يجب التصدي لها ووأدها في مهدها.
تصريح أيمن عودة أن المشتركة ليست في جيب أحد، يجب أن يترجم فورا بالالتزام بما تقدم من خطوات مصيرية، تكون درعا واقيا للمشتركة، واستجابة واضحة لإرادة شعبنا الذي التف حولها مجددا.
بقلم:باسل غطاس / عرب 48