دعا إتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الحكومات الإسلامية، لدعم مبادرة إقرار "اليوم العالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا"، خلال مشاركتهم في الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي إفتتحت مساء أمس الثلاثاء، المصادف السابع عشر من الشهر الجاري.
جاء ذلك في كلمة لرئيس الإتحاد ورئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، خلال اجتماع لسفراء الدول الإسلامية جرى اليوم الأربعاء، في العاصمة المغربية الرباط، حيث قال المالكي " إن مبادرة إقرار يوم عالمي سنوي لمناهضة الإسلاموفوبيا التي إقترحها المغرب وتبناها أعضاء اللجنة التنفيذية لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالإجماع، ستتيح الفرصة لتجديد التعبئة الجماعية بقصد تفكيك خطابات الحقد وكراهية الآخر ومحاصرتها"، موضحا "أن هذه المبادرة تتمثل في العمل من داخل الأمم المتحدة، ووكالاتها المختصة وخاصة اليونسكو، من أجل إعتماد يوم عالمي سنوي لمناهضة الإسلاموفوبيا بحيث يكون مناسبة دولية للدعوة إلى التسامح والتعايش وتعزيز حوار الحضارات، والتعريف بإعتدال الدين الاسلامي ورفض الخطابات التي تلصق بالإسلام والمسلمين، والتي تتخذ من إيديولوجية الترهيب والتخويف من الاسلام عقيدة له".
في سياق متصل بين المالكي في كلمته أن هذه المبادرة تأتي ضمن مبادرات أخرى في إطار رئاسة المغرب لإتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، ومنها بالخصوص " جائزة القدس للديمقراطية والعدالة التاريخية"، والتي أتت إعتبارا لمركزية القضية الفلسطينية لدى الشعوب الإسلامية، والسعي من أجل إستعادة زخم الإهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية في سياق إقليمي ودولي غطت أحداثه على هذه القضية وجعلت الإحتلال الإسرائيلي ينفرد بالشعب الفلسطيني، حيث تهدف هذه الجائزة إلى تذكير المجموعة الدولية، وخاصة المجموعة البرلمانية الدولية، بمشروعية حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والتعريف بعدالة القضية الفلسطينية وبشرعية كفاح الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، مؤكدا على تضامن المملكة المغربية مع الشعب الفلسطيني الأعزل و إدانتها بشدة لسياسة الإحتلال و بالأخص التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن ضم غور الأردن و شمال البحر الميت.
من جانبه ثمن سفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية جمال الشوبكي الذي حضر اللقاء، الجهود التي يبذلها البرلمان المغربي و مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، قائلا " إن موجة الكراهية ضد المسلمين في العالم بدأت بعد إنهيارالإتحاد السوفيتي وقبل ظهور حركات التطرف الإسلاموية الدخيلة، وذلك بشكل ممنهج على يد تيارات يمينية لم تكن الصهيونية بريئة منها بل فاعلا رئيسا في تعزيز هذه الكراهية وتأجيج الصراعات بهدف إرباك المنطقة وتسهيل تحقق المطامع الصهيونية في سلب كامل فلسطين والقدس والمقدسات، كما يجري حاليا".
وأضاف الشوبكي " إن التيارات اليمينية المتطرفة في العالم التي تزداد قوة في وقتنا الراهن وتحرض على الكراهية والقتل والعنف ضد المسلمين وغيرهم، تحمل العقلية ذاتها التي يحملها اليمين الإسرائيلي الذي يمعن في قتل الفلسطينيين وإنتهاك حقوقهم ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم ويعتدي على مقدساتهم، ولعل الدعاية الإنتخابية لأحزاب اليمين الإسرائيلي في الإنتخابات الإسرائيلية الحالية تعد خير دليل على ذلك حيث كانت مزادا مفتوحا للمتاجرة بالدم الفلسطيني والتحريض على الفلسطينيين بلغة تتساوق مع خطاب الكراهية لقوى اليمين المتطرف الآخذ بالتوسع في مناطق مختلفة من العالم، ما يؤكد على أهمية مبادرة مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بإقرار يوم عالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا، بذات الأهمية التي تقتضي العمل وبشكل متزامن وسريع بـجائزة القدس للديموقراطية والعدالة التاريخية، فالمبادرتان تعدان مكملتان لبعضهما البعض، وضروريتان لإرساء السلام والإستقرار في المنطقة والعالم".