انتهت انتخابات " الكنيست " في الكيان الصهيوني من دون أن تنهي نتنياهو ومعه حزب الليكود ، أقله إلى حين انتهاء مهلة التكليف التي سيشرع إليها رئيس الكيان رؤوفين ريفلين ومدتها 28 يوماً زائد 14 يوم إضافي ، خصوصاً أن الكتلتين الكبيرتين ، الليكود وأزرق أبيض لم يتفوق أياً منهما بالمقاعد الكافية التي تمكنه من تشكيل الحكومة . ولكن رغم ذلك فإن صورة الهيمنة التي استمرت إلى ما يقرب من 3 عقود على رئاسة حكومة الكيان الصهيوني ، قد بدأت بالاهتزاز والتشقق بداية لتشظي هذه الهيمنة والاسطورة التي بناها على جماجم أبناء شعبنا الفلسطيني ، ودمائه وعذاباته ، قاضماً من حقوقه ما لم يتمكن من سبقه من توالى على رئاسة الحكومة ، وإن يكونوا يشبهونه كقاتل وإرهابي .
جولة هذه الانتخابات في الكيان ليست كسابقاتها من الانتخابات ، فهي حصلت على فالق خطير من التطورات والأحداث المتلاحقة في المنطقة ، التي تغتلي على صفيح ساخن ، وكأنها داخل طنجرة ضغط وصلت إلى مستوى عالِ من السخونة ، قد تنفجر في أية لحظة نتيجة لأية حسابات خاطئة ، قد نعرف جميعاً كيف اندلعت ، ولكن من المؤكد أننا جميعاً بما فيهم أصحابها ، لا يعرفون كيف ستنتهي . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فالكيان ذاته لم يشهد على فوضى سياسية ، كتلك الفوضى التي يعانيها اليوم ، بسبب الصراع المحتدم بين أركانه التي تتعسكر في الكتل التي خاضت تلك الانتخابات التي أفرزت رابحين قد خرجا بنتيجتها ، هما القائمة العربية المشتركة ب 12 مقعد برئاسة أيمن عودة ، و" إسرائيل بيتنا " ب 9 مقاعد برئاسة أفيغدور ليبرمان . ولكن لاعتبارات سياسية ووطنية ، لدى القائمة العربية ، التي نطالبها بألاّ تشكل غطاء لأية حكومة ، من خلال المشاركة فيها . هذه الاعتبارات التي تنطلق منها القائمة العربية ، تتناقض مع توجهات ليبرمان ، وبهذا المعنى فهو أي ليبرمان سيشكل بيضة القبان في تشكيل الحكومة القادمة .
يجب ألاّ تغرينا نتائج الانتخابات ، وإن كنا سعداء إذا ما رحل نتنياهو ، ولكن ليس هناك من فارق بين الكتل وبرامجها ، لأن الجميع يتقاطع عند ثابت واحد ، هو تصفية القضية الفلسطينية بكل عناوينها . وسقوط نتنياهو لا يغير من الطبيعة العدوانية للكيان ، على أنه كيان غاصب لأرضنا ومقدساتنا .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني