ملاحظة فلسطينية مبشرة

بقلم: طلال الشريف

هناك جديد في حالة الفلسطينيين من خلال مقالاتهم ومشاركاتهم عبر الشبكة العنكبوتية في الإسبوعين الأخيرين أفسرها أنا بأنها تأتي بعد تصريحات مندوب قطر في المنطقة السفير العمادي التي أصابت "شعبنا" الجميع بالصدمة. فقرعت الخزان.

1- الجزء الأول ( حماس الإخوان ومن يستفيد من أموال قطر) أصيب بالصدمة لإكتشافه دور العمادي وقطر الناعم مع حماس عبر تحالفها الصوري لجماعة الإخوان المسلمين الصوري في ترويض المقاومة لصالح إسرائيل وهؤلاء من كانوا متمتعين بأموال قطر ولا يرون ثمنها مثل الزوجة التي إكتشفت عور زوجها بعد أن أفلس وكانت أمواله قبل ذلك تحجب رؤيتها عن عوره.

2- الجزء الثاني ( سلطة رام الله ومصالح الرئيس والرجوب وأتباع قطر ومشاريعها) وهذا الجزء كان يدرك دور العمادي وقطر لصالح أمريكا وإسرائيل الذي سيقدح وسيفضح دورهم في القادم من صفقات وترويض شعبنا وهذا الجزء كانت تعميهم مصالحهم مع قطر ومآربهم ومشاريعهم المستقبلية بإسم الوطنية ليكتشفوا أن دور قطر بدأ يكشف عن أنيابه وسيفضح الجميع بإقتراب طرح صفقة ترامب ودور قطر الخشن الجديد ودون مواربة فأصيبوا بالصدمة وبدأوا في مهاجمة العمادي دفاع مبكرا عن مواقفهم السابقة.

الملاحظة عنوان المقال، هي أن الكتاب والنشطاء الفلسطينيين بدأوا يغادرون حالة الشكوى والنقد الحاد والسب والشتم لكل المسؤولين في بلدنا وبدأوا يطرحون صيغا ومشاركات ومبادرات بناءة بعيدا عن الشكوى وترسم طرق وأفكار عملية للخروج من الأزمة بدل الشكوى والصراخ، وتلك حالة تحول إيجابي في العقل الفلسطيني الذي أرهقته المعاناة ومضاعفات الإنقسام وحالة الضعف والترهل وفساد الحكام وإدارة ظهرهم للمعاناة العميقة لكل قطاعات شعبنا، وهذه الحالة الجديدة الناهضة والإيجابية قد تكون أو لو جزمنا بأنها ستكون نقطة تحول لحراكات أكثر وعيا من السابق لتأخذ الجماهير دورها الطليعي للتحرر من المرحلة السابقة واستنباط الحلول لمواجهة مصيرها في المرحلة القادمة خاصة بعد تجربـة انتخابات الرئاسة في تونس ولفظ التجربة الحزبية الفاشلة من طريق الجماهير مضافا لها رؤيـة شعبنا للديمقراطية وإجراء الانتخابات في مواعيدها وتبادل السلطة فيمن بيننا وبينهم الحيط ( إسرائيل) ومن ليسوا من سكان أوروبا أو المريخ... شعبنا يراقب كل شيء. لدينا ولدى شعوب المنطقة ولدى شعوب العالم كله وأتمنى أن يكون في طريقه لمغادرة حالة التيه

 

د. طلال الشريف