مع حلول شهر أيلول من كل عام يتم الاحتفال في قرية الطيبة القريبة من رام الله بمهرجان ثقافي أصبح له شهرة ليس فقط على مستوى فلسطين ولكن حول العالم. للمرة الخامسة عشر تقوم شركة الطيبة للبيرة بإقامة مهرجان أوكتوبرفست الطيبة. تقول ماريا خوري من مؤسسي المهرجان وزوجة أحد الشركاء لشركة البيرة أن "مهرجان أوكتوبرفست ليس محصورا على عرض البيرة الطبيعية أو النبيذ الفلسطيني المميز بل هو حدث خاص لعرض ثقافتنا وتراثنا الفلسطيني." لقد تحول اسم بيرة الطيبة الى اسم عالمي حول العالم لخصوصية وتميز البيرة المصنعة في الريف الفلسطيني.
ماكس شاب فرنسي في العشرينات من العمر قرر زيارة الأراضي المقدسة مشيا على الأقدام من فرنسا وقد تطوع للعمل في مهرجان أوكتوبرفست الطيبة كمقدم للبيرة لزوار المهرجان من عرب وأجانب. "انا جئت لفلسطين لأسباب دينية روحانية ووجدت أن التطوع في هذه القرية ذات الأغلبية المسيحية و في هذا المهرجان فرصة للتفاعل مع الشعب الفلسطيني والتعرف عليه عن قرب وفي نفس الوقت استمتع بوجودي في الأراضي المقدسة."
لم يعد المهرجان السنوي محصورة بتذوق البيرة التي أصبحت معروفة ومتميزة عالميا بل هناك أيضا النبيذ المصنع الخاص boutique wineالمصنع منذ عام 2013 تحت اسم نبيذ نديم. كما يفتخر القائمون على المهرجان والشركة بإضافة مذاقات فلسطينية خالصة مثل البيرة بطعم الزعتر والشطة وغيرها من الأعشاب الفلسطينية كما يقول صانع البيرة نديم خوري.
وإضافة للمشروبات الكحولية تفتخر الشركة بانها اقامت فندق أربع نجوم مراعي للبيئة ويعرض رسومات دائمة لفنانين فلسطينيين معروفين مثل سليمان منصور ونبيل عناني وتيسير بركات كما يقول داود خوري صاحب الفندق ورئيس البلدية السابق لقرية الطيبة.
الحضور للمهرجان أوكتوبرفست الطيبة شمل زوار من كافة أنحاء فلسطين والجليل من مسلمين ومسيحيين التقوا معا للاستمتاع بالريف الفلسطيني الخلاب ومنتجات فلسطين من أكل وشرب وموسيقى وتراث ومعارض ولقاءات. المهرجان كان مليء بالشباب الفلسطيني والاجنبي بحضور قوي للإناث والذين عبروا عن سعادتهم وراحتهم وشعورهم بالأمان في المهرجان.
ولكن نجاح البيرة والمهرجان السنوي لم يمر مر الكرام للبعض بسبب العمل العالمي المؤيد لفلسطين والمطالب بمقاطعة إسرائيل ومنتوج المستوطنات. فبعد أن أعلنت كندا أنها لن تقبل باي نبيد مصنع في مستوطنة بساغوت في الضفة الغربية تحت علامة صنع في إسرائيل قررت الجمارك الكندية حجز شحنة من بيرة الطيبة لغاية التأكد أنها ليست من صناعة المستوطنات!!!
يضحك القائمون على بيرة طيبة ومحاميهم بهذه الحجة الواهية وهم متأكدون انها من حركات المستوطنين وداعميهم للانتقام من الشركة الفلسطينية من خلال تأخير شحتهم لكندا.
من ناحية أخرى وفي أثناء التحضير للمهرجان نتج مشكلة داخلية. فقد استغل بعض أعضاء المجلس القروي غياب رئيس البلدية (زوج اخت نديم وداود خوري) في أمريكا وقاموا بالاعتراض على المهرجان لدى وزارة الحكم المحلي. "لقد طالبوا بسحب اسم الطيبة من المهرجان" يقول داود خوري والذي شغل منصب رئيس المجلس القروي لثماني سنوات. خوري تواصل مع مسؤولين في الحكومة الفلسطينية والذين أعربوا فورا عن دعم المهرجان وأرسلوا الشرطة الفلسطينية لحماية المهرجان- كما يقول داود خوري. بالإضافة للشرطة الفلسطينية التي كانت تحمي المهرجان من الخارج تم التعاقد مع شركة امن محلية لحماية المشاركين حيث تم توزيع 30 موظف حراسة محلي داخل المهرجان الذي عقد في ساحة الشركة الصانعة البيرة والنبيذ.
تقول ماريا خوري ان أكثر من 35 مسؤول دبلوماسي وممثل دولي شاركوا في حفل الافتتاح كما وكان الفنان الأردني طوني قطان نصيب الأسد من جلب جمهور متحمس للمشاركة في المهرجان والذي امتلئ كليا وكان الجميع واقفين في الساحة بسبب كثرة المشاركين.
مهرجان أوكتوبرفست الطيبة هو أكثر بكثير من مهرجان تذوق بيرة ونبيد أصلي فلسطيني. لقد أصبح حدث ثقافيا مميزا يستمتع المشارك فيه بالتراث والاكل والفن الفلسطيني الأصيل. كما ويشارك الأطفال بنشاطات في الصباح تشمل موسيقى ودمى وألعاب خاصة بهم. كما وشاركت مؤسسة هنغارية بعرض خاص تحت عنوان عندما تلتقي المجر بفلسطيني والذي يشمل تطريز مجري وفلسطيني وسيستمر العرض لغاية 5 شهر أكتوبر القادم.
لقد بدأت فكرة المهرجان عام 2005 تقول ماريا خوري. "في البداية كان الهدف دعم الصناعة المحلية حيث كنا نعاني من بطالة شديدة في أثناء الانتفاضة الثانية وقد حاولنا اقناع الدبلوماسيين والأجانب القدوم للطيبة لدعم الصناعات المحلية. لقد كانت بداية ناجحة ولا تزال كذلك فهدفنا دعم الصمود والصناعة الوطنية."