الإحداث المُلتهبة في الخليج العربي لا تنتهي حتى وصلت إلى مرحلة إثبات الوجود (أكون أو لا أكون)، وهذا الوضع ينطبق على إيران وحُلفائها وأمريكا وحُلفائها، نظراً لما تشهده هذه الفترة من مد وجزر في الخليج العربي وتحديداً في مضيق هرمز، ومحاولة السيطرة على هذا المضيق من اجل منع إيران من تصدير نفطها.
برغم الوجود الأمريكي في منطقة الخليج العربي -وتحديداً في مضيق هرمز- الهش والضعيف والعاجز عن اتخاذ أي إجراء ضد إيران، كان لإيران الدور المهم في الهيمنة على هذه المنطقة، باعتبار أن هذه المنطقة تعتبر منطقتها وضمن حدودها وهي صاحبة السيادة عليها.
كما جاء على لسان قادة إيران بأنه تم الاتفاق بين إيران وروسيا والصين عن إجراء مناورات في الخليج العربي، برغم وجود القوات الأمريكية وحُلفائها في هذه المنطقة، وهذه المناورات تحمل رسائل ودلالات مهمة جداً، نظراً لتوقيتها الدقيق بعد المناوشات الدائرة بين إيران وأمريكا في هذه الفترة تحديداً؛ هكذا أمر جعل أمريكا تُنشئ قوات دولية في منطقة الخليج لكن الأمر فشل، ومعظم دول العالم لا تريد أن تكون جزءاً من هذه القوات الدولية في منطقة الخليج.
فبُعيد أو أثناء الإعلان عن هذه المناورات كان للإمارات زيارة لطهران ممثلة بوزير خارجيتها، بعدما سحبت قواتها من التحالف العربي لمحاربة اليمن، ومن ثم أعلنت إيران بأن الكويت جزءاً مهماً في منطقة الخليج العربي، ولها دوراً مهماً في الخليج، وأن الكويت هي حليفة لإيران في هذه المرحلة، وفي هذه الأثناء تسربت معلومات بأن السعودية تتناغم مع إيران بعد أن تناغمت مع روسيا في الفترة الأخيرة.
هذه المناورات التي ستجري في منطقة الخليج قوامها ابتداءً القوات الإيرانية والروسية والصينية، وسيتم استخدام أسلحة نوعية ومتطورة وعلى مرأى من القوات الأمريكية المتواجدة على بعد أمتار عن هذه المناورات.
لكن عند تشكيل القوات لهذه المناورات، من سيكون معهم؟ السؤال الكبير المطروح الآن؛ هل محور المقاومة سيكون متواجداً في هذه المناورات؟ وهو المدعوم من قبل روسيا وإيران، ومتمثلاً بقوات سورية مثلاً! أو قوات عراقية موالية لإيران؟! أو قوات تركية ستشارك في هذه المناورات برغم بُعدها الاستراتيجي عن منطقة الخليج؟!
هذه المفاجئات ستظهر أثناء بدء المناورات التي عجزت أمريكا عن منعها أو التأثير عليها، نظراً لما واجهته من قوة إيرانية غير متوقعة هذه الفترة، من خلال استعراض إيران مجموعة من الصواريخ والطائرات المسيرة، وإسقاط طائرة تجسس أمريكية على حدود إيران.
جاءت هذه المناورات بالتنسيق بين إيران وروسيا والصين، ودخل على الخط في زيارة مفاجئة وزير خارجية الإمارات، وكان لإيران بان أعلنت بان الكويت جزء من الخليج وحماية الكويت مسؤولية إيران، والواضح للعيان بأن معظم دول الخليج العربي بدأت توجه بوصلتها إلى روسيا وإيران، ومن المحتمل أن يكون الهدف هو المشاركة في مثل هذه المناورات التي ستتم في الخليج العربي.
أمريكا الآن في وضع ضعيف جداً بعدما عجزت عن التأثير على الاستمرار في هذه المناورات، وخروج حلفائها عنها وتوجههم إلى إيران وروسيا، برغم الإغراءات التي تقدمها أمريكا لهم من خلال حمايتهم من أي هجوم محتمل من قبل أي دولة كانت، وهي في الحقيقة عاجزة عن تأمين الحماية لبارجتها التي حَلّق فَوقها (عصفور، حمامة، صقر، نسر) "طائرة مسيرة إيرانية"، من إسقاطها أو منعها من الاقتراب، بعدما قامت بتصوير هذه البارجة.
لننتظر ونرى نتائج هذه المناورات وما تحمله من مفاجآت جديدة في قادم الأيام ومن المشارك بها!
يُمكنكم الاشتراك بقناتي الخاصة باسم: (الكاتب والباحث محمد فؤاد زيد الكيلاني) على اليوتيوب، وتفعيل الجرس ليصلكُم كُل جديد.
بقلم/ محمد الكيلاني