أثار نشر فيديو تعذيب طفل من قبل والده المجتمعات العربية والفلسطينية، كونه لا يحتمل ان يتم تعذيب طفل بهذه الوحشية المقيتة التي تخالف الاخلاق والانسانية الرحيمه، وكل فلسطيني تقريبا تعرض للتعذيب من قبل الاحتلال خلال عملية سجنه والتحقيق معه، فصار التعذيب حالة تعيش الواقع العربي والفلسطيني لظروف متباينة.
التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم سواء كانت لطفل ام لبالغ شاب أو رجل أو امرأة، وحتى لحيوان فهي مرفوضة، لكن السؤال لماذا يقوم بعض الناس بالتعذيب!؟
الاخلاق الانسانية الرحيمة وفطرة الانسان ترفض الظلم، وترفض اي نوع من التعذيب، كما هو القانون الانساني، لكن من يقوم بالتعذيب وتعذيب اخيه الانسان أما ان يكون غير سوي، او يكون مر خلال سنين عمره عبر تنشئة غير سليمة.
صحيح ان الغرب يتفوق على المجتمعات العربية بمنع التعذيب، ولكن هذا لهم وحدهم، فهم يمارسون التعذيب عبر نصرة وتأييد انظمة عربية تنتهج اسلوب التعذيب، في المعتقلات وغيرها، فمن يدعم نظام يعذب شعبه هو شريك في جريمة التعذيب.
قد يظن من قام بالتعذيب انه يصل لنتيجة يريدها عبر انهيار نفسية وصمود من يعذبه، لكن النتيجة تكون عكسية في جميع الحالات، لان من يقوم بفعل وعمل العمل الخاطئ، يكون مهزوز وضعيف، ولا بد له من أن يخسر ولو بعد حين.
كنت قد تعرضت للتعذيب من قبل محققي الاحتلال، اكثر من مرة، وحينها اعدت صياغة فهم الانسانية واعادة صياغة طريقة التفكير.
كل من يقوم بالتعذيب هو خارج اطار الانسانية، وهو يدافع عن باطل سرعان ما ينهار حتى لو بدا ان عمره طويل لقصار النفس.
طرق ووسائل التعذيب كثيرة جدا، فهناك التعذيب النفسي وهو الاخطر من التعذيب الجسدي، والمحققون من الاحتلال يعرفونها عبر محاضرات كثيرة وعديدة، وهم واهمون ان اعتقدوا انهم يحققون نجاحات بنزع الاعترافات، فالحالة التاريخة ولحظة الحسم عندما تأتي تجرف في طريقها كل ظالم مهما كانت قوته.
في كل الاحوال، الظلم ظلمات، والظالم مهما بلغ من قوة، وبالغ في درجات تعذيب معارضيه او مخالفيه، فانه الى زوال، كصيرورة تاريخية وسنة كونية.
اتذكر هنا طريقة القائد عمر بن عبد العزيز الذي رفض التعذيب بشدة والمس باي معارض او مجرم بتعذيبه، وشدد على فعل وعمل الاعمال التي توصل للعدل والمحبة، كي لا يبقى مظلوم في الدولة وبذلك تسود المحبة الانسانية والاخلاق الرفيعة ولا حاجة وقتها لاي فعل خطأ من قبل الرعية او راعيها، وهو ما كان.
بقلم/ د. خالد معالي