عرفته فى أوائل الثمانينات من القرن المنصرم ، فى زنازين الاحتلال ونحن فى فى ريعان شبابنا ، كان عمره لا يتجاوز الخمسة عشر ربيعا، إلا أن عيناه وقلبه يشعان ثورة ، وجسم مفعم بالحيوية، عصامي لم يعرف الكلل ولا الملل، فقطف الثمار من صحراء محاطة بصخور جلمودية ، وفى ظل طغيان النزعة الشخصية والمصلحة الفردية التى سادت كافة المستويات والشرائح، عاد ابوغريب أحمد أبوهولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؛ ليوجه بوصلة العطاء ويعطيها قيمة عالية من الوعي الإنساني، ويصاحبهاشعور بالسعادة مع الإنجاز ، دون الشعور بالتعب أو التمنن أو التفاخر في ذلك.
لست مبالغا وانا اقف محاكيا هموم مخيمات اللاجئين فى المنطقة الوسطى، ولا سيما الفئة المحتاجة منهم، طرقت باب مكتب د أحمد أبوهولي فوجدته باب يحمل جميع المعاني الإنسانية العميقة، باب فلسطيني بانتمائه وإنحيازه لقضايا اللاجئين تتجلى فيه قدرة النفس على بلوغ أعلى مراتب الإنسانية التي تحاكي جميع المواقف والأفراد، من دون استثناء لعرق أو لون سياسي أو قربب أو بعيد ..
فكانت النتيجة الملموسة وتقدم عمليا لا نظريا دون مماطلة وتسويف العون والمساعدة لمن يحتاج إليها بالمكان والزمان الصحيح.
فادركت بعد سروري بسرعةالانجاز وبعد مخاطبتي د أبوهولي ان هناك أفراد جبلوا على حب العطاء، أصغرها ابتسامة تجدها تظهر على محياهم، ولا ينتظر شيئاً ما في المقابل لكي يعطي، وأيقن كل من لامس الواقع العملي لمسئول ملف اللاجئين الفلسطينين فى الوطن ومخيمات الشتات، ان غريب من القيادات البرجماتية الذين مازالوا يعطون ما يمتلكون من قدرات وإمكانيات متاحة برضاً تام، يعيشون حقيقة الوحدة والتكامل، ولا يبخلون فى وقتهم وجهدهم ليترك بصمات فلسطينة نقية خالية من الشوائب، ويرسم معنا صدق الريادة فى الزمان والمكان الصحيح..
بقلم/ ناصر اليافاوي