لا يختلف اثنان على أن السلطة الفلسطينية هي إنجاز وطني للشعب الفلسطيني، ولكن كما نرى بعد مرور 26 عاما على اتفاق أوسلو لم ير الفللسطينيون طيلة العقدين ونصف الماضيين من تأسيس السلطة سوى تعنت إسرائيلي مستمر للتسوية السلمية للوصول إلى سلام حقيقي بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وذلك ضمن رؤية حل الدولتين، والكل شاهد أولى اختراقات الاحتلال لاتفاقية أوسلو باختراق الاحتلال لمناطق السيادة الفلسطينية بداية انتفاضة الأقصى، حينما اقتحمت تلك القوات مناطق (ا) ما جعل إسرائيل تتمادى أكثر في اختراقتها لاتفاقية المبادئ المعروفة باتفاقية أوسلو، ولم تلتزم بها كالفلسطينيين، الذين ما زالوا ملتزمين بها÷، على الرغم من كل الاعتداءات اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال على الأرض من الاستيلاء على الأرضي، وإقامة الحواجز ما بين المدن الفلسطينية الدائمة معبر قلنديا مثالا، واستمرار بناء المستوطنات بشكل متسارع، واستمرار الاعتقالات للفلسطينيين، واقتحامات يومية المستوطنين للأقصى واعتداءاتهم المستمرة على الفلسطينيين في الطرقات الفلسطينية، وفي الأراضي الزراعية، واعتداءات أخرى تقوم بها قوات الاحتلال من تهجير لسكان الأغوار ومن هنا بعدما وصلت العملية السلمية إلى طريق مسدود منذ سنوات بوصول نتانياهو إلى الحكم، تسارعت وتيرة البناء في المستوطنات وازداد الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بحجج واهية والقدس باتت مدينة محاصرة بجدار فصل ووارتفعت وتيرة هدم مباني المقدسيين ما جعل معاناتهم تزيد في ظل استمرار التهويد للمدينة المقدسة.
وعندما استلم ترامب سدة الحكم اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ضمن مساعيه المتواصلة لفرض صفقة القرن كخطة سلام مقترحة لحل ينهي الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن بقول الفلسطينيين وعلى رأسهم القيادة الفلسطينية ب لا لصفقة القرن فرضت الإدارة الأمريكية حصارا ماليا على الفلسطينيين وأغلقت مكتب منظمة التحرير في واشنطن كعقاب وانقطعت الاتصالات بين الفلسطينيين والإدارة الأمريكية، وأخيرا إجراء حكومة الاحتلال باقتطاع رواتب الأسرى والشهداء من المقاصة جعل الفلسطينيين يرفضون المساومة، ورفضوا استلام أموال المقاصة منقوصة ما جعل الوضع الاقتصادي في فلسطين المحتلة صعبا، رغم صمود المواطنين لا سيما شريحة الموظفين الذين يقفون خلف القيادة الفلسطينية في موقفها الرائع، الذي قالت فيه لا لاستلام أموال المقاصة منقوصة ولكن الأزمة المالية متواصلة، رغم كل محاولات دولية للضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار المالي ولكن إلى متى ستظل الأزمة المالية؟ الإجابة صعبة على السؤال، ومن هنا رغم الحصار المالي الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين، إلا أنها لا تريد إنهيارا للسلطة وإبقاءها ضعيفة، ولهذا رغم كل شيء، إلا أن الفلسطينيين يواصلون الصمود، رغم كل التحديات، ومن هنا يبرز سؤال المشهد الفلسطيني إلى أين، لا سيما بعد 26 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو، في ظل ما يتعرض له شعبنا وما زال يتعرض لنكبات سببها الاحتلال..
بقلم/ عطا الله شاهين