..اولوية..الوجع..الانفكاك..الممانعة..او الاكتفاء بالحوقلة

بقلم: عبد الرحمن القاسم

-1-

وجع الانسان...يحيرك...وتتزاحم الأسئلة للتفكير في اولوية الحلول للوجع. ويعكر صفو الحلول صدى صوت الضمير وتأنيبه ان كانت اولوية الحل للوجع نفسه..او اسباب  او مسببات الوجع...او اهات الوجع... وهل تحاكم وتقضى على الوجع ام الاعراض الجانبية للوجع.....ام تكتفي بالحوقلة والبسملة وتمضي  وان هناك مواطنين وحالات إنسانية تشعر الوجع بالخجل لان وجعهم اشد وطاة من الم الوجع....

-2-

لم اتعمد او اقصد اجراء لقاء معها وهي لم تتحدث معي مباشرة ولا داعي للتدقيق في ملامح امرأة آخذت قرضا من زمن بفائدة تراكمية مدته تقريبا عقدين لتضييفه لعقدها الرابع وتبدوا وكأنها في العقد السادس من عمرها وابنتها كذلك افهمها الزمن واقنعها مرض السرطان بضرورة اقتراض عقدين لتبدو في العقد الرابع وغير ملامح عقدها العشريني. وهي لم تشكي همها لانها بدت من جماعة "الحمد لله على كل شيء"  وان الشكوى لغير الله مذلة.

ولكن تناهى الى مسامعي اطراف حديثها ورغبتها ان تبقى تحويلة ابنتها العشرينية المصابة بالسرطان لتكمل عالجها وتشخيص الحالة في مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلية بعد ان ابلغت بتوقف التحويل الى "هداسا " ووجوب تحويلها الى مستشفى بالاردن الشقيق لعدم توفر العلاج بالمستشفيات الفلسطينية. لانها من اهلنا من قطاع غزة الحبيب.

وفهمت من الشخص دمث الأخلاق والذي يحاول أقصى ما يمكن مساعدتها ومخاطبة الجهات ذات العلاقة.. ان.زوج الام بحالة صحية متعثرة..وزوج الصبية المصابة عامل بسيط في القطاع وضمن نسب البطالة المتفشية في القطاع...وزوج اختها قتل بحادثة بالتالي اختها واولادها يعيشون في نفس المنزل عالة على الاسرة الموجوعة بالمرض والفقر,  وتحويلة للعلاج خارج فلسطين....وان هناك مشكلة اضافية بالنسبة لاهلنا سكان القطاع بحاجة لعدم ممانعة من الاردن الشقيق وحالات عدم الممانعة تأخذ وقتا قد يطول وقد يقصر وقد يرفض.

وتوقفت مليا عندما سمعت ان المراة كانت لديها بضع شواكل تساعدها في التنقل والاكل والشرب حيث تقيم عند قريبتها في احد مخيمات الضفة. وانها انفقت ما تبقى لديها لتصدر جوازي سفر لها ولابنتها للتتمكن من الذهاب للاردن  في حال تمت الموافقة العلاجية من هنا والموافقة الامنية من الاردن الشقيق وتود العودة الى غزة لزوجها المريض واولادها واولادها ابنتهيا.وقام الشخص بتامين مبلغ متواضع من المحافظة ومن وجوه الخير لتعود الى غزة ووعدها بطرق الابواب وزراة الصحة والجهات ذات الاختصاص لاستثناء مثل هذه الحالات.

وبقيت اسئلة ترتيب اولويات علاج الوجع او اسباب و مسببات الوجع علاج ..البطالة..او توطين الخدمة الصحية بفلسطين

ام الابقاء على العلاج في المستشفيات الاسرائيلية وتقديم الانفكاك الاقتصادي والتحرري والاستقلال على الانفكاك الصحي على الاقل في حالات معينة ام الحديث مع الأشقاء بالأردن فيما يتعلق بتسهيلات عدم الممانعة على الاقل حالات العلاج والسفر الاضطراري لحملة هوية الاقامة في قطاع غزة

ام الاكتفاء بالحوقلة والبسملة "لا حول ولا قوة الا بالله"

عبد الرحمن القاسم