مرض السرطان لا يعني الموت، مع أن مراحل الشفاء منه تأخذ وقتا طويلا وصعبا إلا أنه غير قاتل. فبالرغم من اصابتهن بالمرض الا انهن لم يستسلمن وحاربن هذا المرض بشتى الطرق والتي منها المشاركة في دورات تدريبية لتعلم مهنة ومشروع انتاجي يستفدن منه ،ويصرفن فيه على اسرهن وأطفالهن ،حتى لو كان ذلك في أصعب اللحظات، فإن الناجحات من السرطان وجدن القوة والإرادة للتغلب عليه وشكلن قصص نجاح يضربن بها المثل .
هذا النجاح لم يكن ليرى النور لمريضات السرطان لولا الحاضنة من الجمعية الفلسطينية لمرضى السرطان التي نظمت الدورات والورش وكل جوانب الدعم والمساندة لهن ،فقصص نجاح عديدة ومتنوعة من هؤلاء السيدات المريضات واللواتي تلقين التدريب خاصة في فن التطريز
المريضة مريم الشبلي والتي اكتشف إصابتها بمرض السرطان منذ 4 سنوات، وبدأت معه مرحلة العلاج و اخذ جرعات الكيماوي، استمرت لثمانية أشهر، والتي أصبحت تشعر خلالها أنها ستفقد حياتها، و لكن الامل والحب الذي كان من عائلتها جعلها تشفى منه تماما، بعد اجراء عملية جراحية للقضاء عليه بالكامل.
وتوضح الشبلي قائلة "بعد معافاتي من المرض بدأت في حضور ورشات التوعية في الجمعية، والتحق خلالها في المشروع الذي نفذته الجمعية ، والذي ساعدني على تعزيز موهبتي واثبات قدراتي، والذي كان له دعما نفسيا كبيرا لنا كسيدات، خاصة ونحن نبدأ بالتطريز فإننا ننسى اننا ما زلنا قادرين على التحمل"
وتكمل أنني عندما ابدا بالتطريز أرى فلسطين ، وخاصة بلدي يافا الذي ارى اسمها اشعر ان كل شيء جميل وانا لا شيء مستحيل. وتتمنى الشبلي أن يتم تطوير المشروع وأن يتم إنشاء قسم خاص للمطرزات، لوضع عملهم موجهة رسالتها لجميع مرضى السرطان (بأن يتم التعامل مع المرض بقوة، وان يكون لديهم قوة كقوة الجبل لمواجهة هذا المرض اللعين).
ليس الامر يقتصر الى مريم في قصة نجاح بل ان هناك قصص اخرى كثيرة ومنها قصة نجاح مرفت العيسوي 40 عام والتي ترتدي ثوبا من تطريزها تقول: انني اكتشفت المرض منذ 4 سنوات، وكنت في البداية منغلقة على نفسي، و أصبح وضعي النفسي صعبا، ولكن عندما بدأت أتوجه للجمعية، وحضور الورشات التي تعقدها، و تنفيذها للمشروع اصبح لدي عالم آخر كلها أمل وتحدي وحب وقوة، لنفسي ولعائلتي واصراري على مواجهة المرض.
وتضيف العيسوي أنها شاركت في معرض مرايا 10،ومعرض في دولة تركيا وتم عرض اشغالنا، للتأكيد على أننا قادرين على مواجهة جميع الصعاب. وأكدت أنه ما ينقص الجمعية لتقديم خدماتها الدعم النفسي وعدم توفيرها، مطالبا الجميع بالنظر لهم باعتباره العمل الذي يجعلهم قادرين على إثبات وجودهم.
وعن دور جمعية مرضى السرطان تقول نادرة عويمر منسقة البرامج في الجمعية الفلسطينية "أن الجمعية تقدم عدة خدمات للمرضى منها: البرنامج الصحي الذي يشمل الفحص الذاتي، و الكشف المبكر ، وعقد الورشات لترتيب و متابعه الحالة الصحية للمرضى، وعقد اتفاقيات مع المستشفى العربي الاهلي، ضمن برنامج التوعية والتثقيف لحماية مرضى السرطان".
وتكمل أنه من خلال برنامج الدعم النفسي تم عقد ورش عمل، و مخيمات صيفية للأطفال، و لقاءات للسيدات و تنفيذ مشروع (فن التطريز) لتعليم السيدات وتحسين حالتهم النفسية، والانخراط في المجتمع وممارسة هوايتهم، واتخاذها مصدر قوة لهم لمواجهة المرض، بالرغم من عدم توفر الدعم الكامل للمشروع.
وتضيف أنها تحت بند الرعاية النفسية والاجتماعية للسيدات المريضات، نفذنا هذا المشروع، بهدف التمكين الاقتصادي والنفسي.
وأوضحت أنه يتم توفير الأدوات التي تلزم للتطريز، متمنية ان يتم دعم المشروع بالكامل، وأن يكون مستمر للسيدات لتمكينهم في المجتمع.
وأشارت أبو عويمر الى اننا باسم الجمعية الفلسطينية لمرضى السرطان شاركنا بمعرض مرايا 10 في الشاليهات الذي تم عقده شهر الماضي، و معرض في دولة تركيا من خلال عرض للمطرزات التي يتم نسجها من قبل مريضات السرطان في الجمعية، مع عودة ريعها لهن؛ للمساعدة في تلبية احتياجاتهم.
وتؤكد أن المشروع كان يستهدف السيدات المريضات و الناجيات من المرض الذي اصبح لبعض منهم، مصدر دخل خاص ،والذي كانوا من خلاله قادرين على إثبات قدراتهم وتشجيعهم لأنفسهم.
وأشارت إلى أن الجمعية تجتمع بالمريضات بشكل مستمر لإقامة الأنشطة الترفيهية، وجلسات بهدف اخراج الطاقة السلبية، التي تحيط بهن من اثار العلاج الكيماوي والاشعاعي.