كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، مساء الأربعاء، رئيس الوزارء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة، بذريعة حصوله على أعلى عدد من التوصيات من الكتل البرلمانية
وجاء ذلك، بعد فشل اجتماع ثلاثي عقد بين الرئيس الإسيرائيلي ونتنياهو وبيني غانتس زعيم حزب "أزرق أبيض" ضمن المساعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال ريفلين في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو انه " في اعقاب الاستشارات التي قام بها سيوكل مهمة تشكيل الحكومة الى بنيامين نتنياهو، وذلك رغم ان كل من غانتس ونتنياهو لا يمتلك 61 نائبا لتشكيل الحكومة، لكن إمكانية وقدرة نتنياهو أكبر من غانتس."
وأشار ريفلين في كلمته إلى مساعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعتمد على المساواة بحجم المناصب بين الجانبين.
وأوضح ريفلين أنه على الرغم من التقارب في عدد التوصيات التي حصل عليها كل مرشح، (55 لنتنياهو، و54 لغانتس)، غير أن 10 نواب من الذين أوصوا بغانتس، في إشارة إلى نواب القائمة المشتركة، أعلنوا أنهم لن يشاركوا بحكومة تحت رئاسته، ما يرجح كفة نتنياهو.
وطالب ريفلين نتنياهو، بتعيين قائم بأعمال رئيس الحكومة، تحسبًا لاحتمال عدم القدرة على مزاولة مهامه، في ظل جلسة الاستماع لإفادته في 3 ملفات فساد يواجه فيها تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، دعي لها في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وأشار ريفلين إلى أنّ تحالف اليمين بقيادة نتنياهو استطاع الحصول على تأييد 55 نائبًا في الكنيست، بينما حصل تحالف الوسط واليسار بقيادة غانتس على تأييد 54 نائبًا.
من جانبه، قال نتنياهو إنه يقبل التفويض "ليس لأن فرصه بالنجاح مرتفعة، ولكنها أعلى بقليل من فرص غانتس"، مشددا على ضرورة "تشكيل حكومة وحدة"، معتبرًا أن النتائج تجعل جميع الخيارات الأخرى غير متاحة.
ودعا نتنياهو غانتس إلى الانضمام لحكومة وحدة، وأكد أنه سيعيد التفويض إلى الرئيس الإسرائيلي، في حال فشل في مهمة تشكيل حكومته الخامسة.
واعتبر نتنياهو أن حكومة وحدة ضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية. وقال نتنياهو "إن تشكيل حكومة وحدة حيوي في جميع الأوقات، لكن في هذا الوقت بالذات فإنه ضروري بشكل خاص".
وأضاف "لقد مررنا بحملة انتخابية صعبة من جميع الجهات وعلى كل الجهات، نحتاج إلى توحيد الناس، لكشف الخلافات لأننا نواجه ثلاثة تحديات ضخمة".
وحول التحديات الثلاثة كرر نتنياهو تهويله لما يصفه بـ"الخطر الإيراني"، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية، وما وصفها بـ"الفرصة السياسية"، التي تتمثل بخطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتصفية القضية الفلسطينية، والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن".
من ناحيته، صرح غانتس بأنه "لن يجلس في حكومة سيرأسها شخص موجه له اتهامات خطيرة."
وكتب غانتس على صفحته على "فيسبوك" ، "حزب ازرق ابيض الذي أترأّسه لن يقبل الانضمام إلى حكومة قد يواجه رئيسها قراراً اتهامياً خطيراً".
وأفادت القناة العبرية 12 العبرية بأن الرئيس الإسرائيلي منح نتيناهو مهلة 21 يوما لتشكيل الحكومة، وقد تمدد لأسبوع إضافي قبل نقلها إلى زعيم "أزرق - أبيض" غانتس.
وعادة ما يمنح الرئيس الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة شهرا قابلا للتمديد أسبوعين آخرين، ولكن تم تقليص هذه المدة لثلاثة أسابيع في تكليفه لنتنياهو، كونه لم يحصل على توصية الأغلبية " 61 صوتا".
وفي حال فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة خلال المدة التي منحه اياها الرئيس الاسرائيلي، فان التكليف سينقل الى غانتس، وفي حال فشل غانتس فان الاسرائيليين سيذهبون لانتخابات ثالثة.
وتعتبر مهمة نتنياهو صعبة في اقناع أفغيدور ليبرمان زعيم حزب "يسرائيل بيتنو"، كونه الوحيد القادر على انجاح مهمته بتشكيل الحكومة.
وجاء تكليف نتنياهو في أعقاب فشل المحادثات التي جرت في وقت سابق، بين نتنياهو، وغانتس، الذي حاز على أعلى عدد من المقاعد (33 مقعدًا) في الانتخابات التي جرت في الـ17 من أيلول/ سبتمبر الجاري.
وحسب النتائج النهاية للانتخابات الإسرائيلية للكنيست الـ 22، ارتفع حزب الليكود إلى 32 مقعدًا، بحصوله على مقعد إضافي على حساب كتلة "يهدوت هتوراه"، التي تراجعت إلى 7 مقاعد.
وبينت النتائج التي نشرت على موقع اللجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية والتي سُلمت اليوم، إلى رئيس الدولة أن حزب "أزرق- أبيض" حصل على 33 مقعدًا، والقائمة المشتركة 13، و"شاس" 9، و"يسرائيل بيتنو" 8، وتحالف "إلى اليمين" 7، بينما تحالف "العمل- جيشير" 6، و"المعسكر الديموقراطي" حصل على 5 مقاعد.