قالت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إن انتفاضة الأقصى التي انطلقت في أيلول (سبتمبر) عام 2000، شكلت نقطة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية.
وأشارت الفصائل في بيان لها بمناسبة الذكرى الـ 19 للانتفاضة، إلى أنها تتابع ما يجري مع الأسرى في سجون الاحتلال. مؤكدةً "أن أيديها ما زالت على الزناد، وأنها تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم".
ودعت الفلسطينيين في الضفة والداخل لتصعيد المواجهة والانتفاضة الشعبية في وجه الاحتلال على كافة خطوط التماس.
وطالبت أهالي غزة بالمشاركة في مسيرات العودة وكسر الحصار في جمعة "انتفاضة الأقصى والأسرى"، إحياءً لذكرى الانتفاضة ودعمًا للأسرى.
وأكدت ضرورة عقد حوار وطني شامل يضم كافة الفصائل لوضع استراتيجية وطنية شاملة تدعم خيار الشعب في مقاومة الاحتلال. داعيةً إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الشراكة حسب اتفاق القاهرة 2011.
وتُصادف الأسبوع القادم الذكرى الـ 19 لاندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الفلسطينية الثانية)، والتي انطلقت في أعقاب اقتحام أرئيل شارون (وزير جيش الاحتلال حينها) لباحات المسجد الأقصى برفقة حراسه بتاريخ 28 أيلول/ سبتمبر 2000.
وأدى تصدي الفلسطينيون لاقتحام شارون لاندلاع مواجهات أسفرت عن استشهاد سبعة مواطنين وإصابة 250، في اليوم الأول من الانتفاضة، إلى جانب إصابة 13 جنديًا إسرائيليًا.
وامتدت المواجهات من باحات المسجد الأقصى إلى كافة مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وقد تميزت الانتفاضة الثانية مقارنة بالأولى بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.
وقد أسفرت انتفاضة الأقصى؛ وفقًا لأرقام فلسطينية وإسرائيلية، عن استشهاد 4 آلاف و412 فلسطينيًا وإصابة نحو 48 ألفًا و322، ومقتل 1069 "إسرائيليًا"؛ (جنود ومستوطنين) وجرح 4 آلاف و500.
وتعرّضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة؛ خلال انتفاضة الأقصى التي امتدت حتى شباط/ فبراير 2005، لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنشآت، وتجريف آلاف الدونمات الزراعية.
وعملت فصائل المقاومة خلال الانتفاضة الثانية على توسعة أجنحتها العسكرية، وقامت بتطوير سلاحها، حيث تمكنت الأذرع العسكرية من تصنيع صواريخ، استطاعت ببعضها ضرب المدن والبلدات التابعة لسلطات الاحتلال في أراضي الـ 48.
وانتهت أعمال انتفاضة الأقصى في الـ 8 من شباط/ فبراير 2005، عقب توقيع اتفاق هدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قمة "شرم الشيخ". غير أن مراقبين يرون أن الانتفاضة الثانية لم تنته لعدم التوصل إلى أي حل سياسي واستمرار المواجهات بمدن الضفة