المبادرة التي أطلقتها الفصائل الثمانية في قطاع غزة ، لإنهاء الانقسام ، تعتبر الخطوة العملية الأولى التي تخطوها الفصائل ، من حيث الإجماع أوعدد الموقعين والعاملين عليها ولأجلها ، على الرغم من المحاولات السابقة ، التي باءت جميعها بالفشل ، وذهبت جهودهم أدراج الرياح .
على أهمية هذه المبادرة ، غير أنها تحمل في طياتها الكثير من عوامل تعطليها ، أو لنقل عدم قدرة الفصائل الثمانية الوصول بها إلى شاطئ الأمان . ليس لأنه لم تتوفر لدى تلك الفصائل النوايا الحقيقية والجادة في السير حثيثاً نحو إنهاء الانقسام ، ولكن لأن الطرفين المعنيين بالانقسام فتح وحماس ، لا زال كل طرف منهما يتمسك بشروطه ، التي يعتبر نفسه محقاً بها .
أهمية هذه المبادرة ، لا تنبع مما تضمنته من نقاط وعناوين وحسب ، ولكن الأهمية يجب أن تتجسد في قدرة الفصائل الثمانية على :-
أولاً ، امتلاكها القدرة على فرض مشيئتها ، النابعة أساساً من مشيئة شعبية طاغية لجهة إنهاء الانقسام ، الذي وفرّ للكيان الصهيوني الفرصة الذهبية التي لا تعوض في توظيفه للإيغال عميقاً في عناويننا الوطنية بهدف تصفية القضية برمتها .
ثانياً ، وضع رؤية بديلة في حال لم تلقى مبادرتهم التجاوب والاستجابة والموافقة عليها .
ثالثاً ، التأشير على الطرف الرافض أو المعطل للمبادرة . وهنا يُطرح سؤالُ يفرض نفسه ، هل في مقدور تلك الفصائل مجتمعة مقاطعة هذا الطرف وتحميله المسؤولية ، بعد أن تسميه في بيان رسمي .
رابعاً ، تعميم المبادرة ، كونها مبادرة وطنية تعني الكل الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ، ودول اللجوء والشتات القريب والبعيد ، بهدف تشكيل أداة ضغط وطني فلسطيني عام .
بتقديري وتقدير الكثيرين أن الانقسام قد أصبح مع مرور الزمن ، مرض عضال من الصعب الشفاء منه ، ليس لسبب أن لا دواء له ، بل لأن العاملين على معالجته ، لكل منهم تشخيصه وطريقة علاجه الخاصة به ، التي لا تتناسب والمسؤولية الأخلاقية والوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقهم .
تنويه : حسناً فعلت حركة حماس بشخص رئيس مكتبها السياسي الأستاذ اسماعيل هنية ، في الموافقة على مبادرة الفصائل الثمانية ، ومن دون أية شروط .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني