دعا قائد قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) اللواء ستيفانو ديل كول يوم الخميس الى حماية "الخط الأزرق" بين لبنان واسرائيل من "النزاع الإقليمي الأوسع".
جاء ذلك في بيان لليونيفيل صدر بعد الاجتماع العسكري الثلاثي الدوري بين اليونيفيل وكبار ضباط الجيشين اللبناني والاسرائيلي الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة على معبر (رأس الناقورة) عند الحدود اللبنانية/الاسرائيلية.
وتنعقد الاجتماعات الثلاثية بانتظام شهريا تحت رعاية اليونيفيل منذ نهاية حرب عام 2006 في جنوب لبنان بوصفها آلية أساسية لإدارة النزاع بين الأطراف وهي المنتدى الوحيد الذي يجتمع فيه ممثلون عن لبنان وإسرائيل.
وذكر بيان اليونيفيل ان "المناقشات في الاجتماع تركزت على التطورات الخطيرة التي وقعت مؤخرا على الخط الأزرق والانتهاكات الجوية والبرية وغيرها من القضايا التي تدخل في نطاق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقرارات ذات الصلة".
والخط الأزرق هو الخط الفاصل التي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان واسرائيل في العام 2000 ولا يعتبر حدودا دولية لكن تم إنشاؤه بهدف التحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ويبلغ طوله 120 كيلومترا.
وقال اللواء ديل كول في مداخلته في الاجتماع "يتعين علينا أن نواصل عملنا الوثيق لضمان ألا يكون الخط الأزرق رهينة للديناميات المعقدة والتطورات الكثيرة التي تجري خارج منطقة عملياتنا".
ولفت الى "الأبعاد الخطيرة التي كان يمكن أن تؤدي اليها التطورات الأخيرة والتي شملت خرقا لوقف الأعمال العدائية في منطقة عمليات اليونيفيل".
وكان التوتر تصاعد بين لبنان وإسرائيل في 24 اغسطس الماضي بعد غارة اسرائيلية في سوريا اسفرت عن مقتل عنصرين في حزب الله الذي اتهم اسرائيل بتنفيذ هجوم في 25 أغسطس على معقله في ضاحية بيروت الجنوبية بطائرتين مسيرتين مفخختين انفجرت احداهما فيما سقطت الأخرى.
ورد حزب الله على هذين الحادثين بتنفيذ هجوم صاروخي قرب الحدود في مطلع سبتمبر الجاري أدى لتدمير آلية عسكرية إسرائيلية وردت إسرائيل بدورها بقصف مناطق لبنانية حدودية دون وقوع اصابات في الجانبين بفعل الهجوم والقصف المضاد.
كذلك أسقط حزب الله في 9 سبتمبر الجاري طائرة إسرائيلية مسيرة في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان .
وأعرب قائد اليونيفيل عن تقديره لـ"قيام الأطراف في أعقاب هذه الحوادث بالاستجابة بشكل إيجابي لدعوته إلى ضبط النفس التي ساعدت على احتواء الوضع واستعادة الهدوء على طول الخط الأزرق".
بدورها اصدرت قيادة الجيش اللبناني اليوم بيانا قالت فيه ان الجانب اللبناني خلال الاجتماع أدان "الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقرار 1701" كما استعرض "الخروقات الّتي يقوم بها العدو الإسرائيلي للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا، خصوصا الاعتداءات الأخيرة على ضاحية بيروت الجنوبية بواسطة مسيرتين، والأحداث الّتي تلتها".
وجدد الجيش "الالتزام بالقرار 1701 بجميع مندرجاته" مطالبا ب"انسحاب العدو الإسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجانب اللبناني من بلدة الغجر"، مذكرا باحتلال اسرائيل للبقعة (ب1) الحدودية داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على استعادة لبنان حقوقه البحرية".
وتعمل اليونيفيل في جنوب لبنان منذ العام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان ، وقد تم تعزيزها في العام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب بين إسرائيل وحزب الله في يوليو من العام ذاته.
وتضم قوات اليونيفيل بحسب بيانات قيادتها في نهاية اغسطس الماضي نحو 10 آلاف و245 جنديا من حفظة السلام من 44 دولة.