صيدلية الكمال في يافا ميراث أجيال وذكرى لعروس فلسطين

صيدلية "الكمال" في يافا داخل أراضي 48 تتعدى كونها متجرا للأدوية فهي تحكي حكاية أجيال من ثلاث فترات تاريخية وتمتد جذورها إلى نحو قرن، يوم كانت يافا عروسا فلسطينية بلا منازع. صحيفة "القدس العربي" اللندنية التقت فخري يوسف جداي وهو يعمل بهمة الشباب رغم أنه يستعد لإطفاء الشمعة التسعين. على الحائط تظهر شهادة الصيدلة التي حاز عليها من الجامعة الأمريكية في بيروت وإلى جانبها رخصة الصيدلية من بلدية يافا عام 1925 بعد أن قرر مواصلة مشوار والده كامل جداي الذي أسس الصيدلية بعد إنهائه دراسته العالية في إسطنبول أيام "الباب العالي".
أما الابن يوسف (39عاما) فهو الآخر سار على درب الأب والجد فهو يعمل إلى جانب والده بعد أن أنهى دراسته الأكاديمية في الصيدلة في جامعة ليفربول البريطانية.
يقول يوسف إن والده يداوم على العمل في الصيدلية منذ 60 عاما بدون انقطاع لافتا إلى أن مطالعته المستمرة في الأبحاث العملية في هذا الشأن سهلت عليه كثيرا التعامل مع الأدوية الحديثة وفهمها. في محتوياتها تعتبر "الكمال" صيدلية عصرية ويجد المرء فيها تشكيلة واسعة من الدواء لكنها في مظهرها تبدو متحفا فهي تقوم في عمارة شيدت في نهاية الحكم العثماني وخزائنها ومقاعدها وموائدها وأرضيتها الرخامية صنعت في فترة الانتداب.
عن ذلك يقول الصيدلي فخري إنه ورث الصيدلية من والده عام 1946 وحرص على إبقائها بشكلها وطابعها واسمها القديم وفاء لوالده ولأنها كذلك تخفف عليه الشعور بالغربة في يافا بعد النكبة. وأضاف بلهجة يافاوية – بيروتية مألوفة عشت أجمل سني عمري في يافا الفلسطينية بطولها وعرضها حينما كانت عروس البحر المتوسط بازدهارها ورقيها وثقافتها ولذا يلازمني شعور حزين وأنا أراها بلا روح، جثة هامدة. وداخل الصيدلية أشعر وكأن عجلات الزمن لم تتوقف عام 1948.
ورغم الملاحقات الإسرائيلية القاسية في فترة الحكم العسكري ورغم سنه لا يزال فخري الذي كان أحد مؤسسي حركة "الأرض" الوطنية التي حظرتها إسرائيل في الستينيات يحفظ المئات من أعلام يافا وأسماء شخصياتها وعائلاتها وممتلكاتهم ويحصي بياراتها بدقة ويحرص على نقل ذلك لنجله يوسف.
ويعتز فخري بكون والده واحدا من رموز الحركة الوطنية في يافا وكيف أنه رفض بيع أرض في جنوب يافا تخصه ليهود قبل أن تصادرها السلطات الإسرائيلية بعد النكبة.
في الضفة الغربية 1078صيدلية و 4961 صيدليا مزاولا

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الصيادلة المزاولين في الضفة الغربية بلغ 4961 صيدلاياً، و 1078 صيدلية مرخصة، فيما يعود تاريخ إنشاء أول صيدلية في فلسطين إلى 12/2/1924، وهي صيدلية الكمال في مدينة يافا داخل أراضي 48. ولم تتمكن الوزارة من الحصول على معلومات دقيقة حول الصيادلة والصيدليات في قطاع غزة.
جاء ذلك لمناسبة يوم الصيادلة العالمي، الذي يصادف 25 ايلول/ سبتمبر من كل عام، والذي اعتمده الاتحاد الدولي الدوائي، لتوعية الجمهور بدورهم وتشجيع الأنشطة التي تعزز وتدافع عن دور الصيدلي في تحسين الرعاية الصحية. ويأتي هذا اليوم تحت شعار "أدوية آمنة وفعالة للجميع"، ويهدف لتسليط الضوء على الدور الرئيسي الذي يلعبه الصيادلة في حماية سلامة المرضى من خلال تحسين استخدام الدواء وتقليل الأخطاء الدوائية. وتولي وزارة الصحة الاهتمام بقضايا الصيدلة والمستحضرات الصيدلانية والتي تشكل العصب الرئيسي في الخدمة العلاجية للمرضى، حيث أن الصيدلي هو نقطة الالتقاء الأولى والمتكررة مع المريض للاستعلام عن الأشياء المتعلقة بالصحة والمرض، وهو الخبير الأول في الدواء ما يعني أن له دوراً كبيراً في الرعاية الصحية للمريض. وأشارت الوزارة أن الحصول على الأدوية هو قضية رئيسية في أجزاء كثيرة من العالم، ومع ذلك، فإن امتلاك الدواء في حد ذاته لن يؤدي تلقائياً إلى النتائج الصحية المثلى، مذكرة بأن المرضى يحتاجون إلى مزيج مثالي متكامل ما بين الدواء والخبرة الصيدلانية. وبعبارة أخرى: يحتاج الجميع للصيادلة.
واوضح الوزارة أن 1081 كادراً صيدلانياً يعمل في مراكز الوزارة، وذلك حسب التقرير الإحصائي السنوي للوزارة، منهم 460 يعملون في الضفة الغربية و621 يعملون في قطاع غزة. يشار إلى أن عدد الصيادلة في أراضي 48 تضاعف بنسبة 500% في العقدين الأخيرين بسبب فتح الجامعات الأردنية والفلسطينية أبوابها أمام الطلاب من فلسطينيي الداخل على خلقية ذلك يشغل الصيادلة الفلسطينيون الأغلبية الساحقة من إدارة الصيدليات في اسرائيل.

المصدر: الناصرة - وكالة قدس نت للأنباء -