زيارة الرئيس لواشنطن المغزى والأهداف

بقلم: محمد الفرماوي

تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن حيث اللقاء بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب,وإلقاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية بالغة فى توقيتها , فى الوقت الذى يشهد فيه العالم أزمات أمنية كبيرة تتعلق بإستقرار أقاليم ودول وبخاصة فى منطقة الشرقالأوسط التى باتت بعض دولها محل صراع دولى واقليمي وداخلى وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وسوريا وليبيا واليمن وغيرها,كما يشهد العالم هجمات إرهابية شرسة لجماعات مسلحة لايعيرها أمر الدين أو الوطن ,وأضحت فيه ظاهرة الإرهاب من الظواهر الخارجة على الشرعية الدولية وفى نفس الوقت تلقى الدعم والتمويل من قبل بعض الدول والمنظمات ,وفى مقدمة تلك الدول فى منطقة الشرق الأوسط تركيا وقطر وإيران, والتى تهدد بأفكارها ومخططاتها أمن الدول والشعوب واستقرارها, وهو الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولى ضرورة التعاون والتكاتف من أجل مواجهتها,وتكتسى تلك الزيارة بأهمية خاصة فى الوقت الذى تواجه فيه الدول القومية حملات شرسه من قبل داعمى الارهاب ومنظماته, سواء بنشر الشائعات التى تهدف الى تحطم المعنويات وضرب الثقة بين مؤسسات الدولة والشعب,أو بالتخطيط لعدة عمليات تستهدف القوى الأمنية أو المنشأت الحيوية أو الشخصيات العامة ,فمصر تمر بمرحلة بناء وإصلاح إقتصادى تستلزم توفير بيئة آمنة ومستقرة لجذب الإستثمار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة,فمحور الزيارة الأول تمثل فى تعزيز الشراكة المصرية الأمريكية على المستوى الإستراتيجي والتى من شأنها تدعيم جهود مصر فى تحقيق الإستقرار وتمكين فرص الإستثمار وبخاصة أن الولايات المتحدة تعد أكبر شريك إستثمارى لمصر بما يزيد عن 16 مليار دولار , وحجم تبادل تجارى حوالى 8 مليارات دولار, والولايات المتحدة تدرك أن مصر لها أهمية كبيرة كمحور ارتكاز فى المنطقة على المستوى الأمنى والاقتصادى ,وما تشهده العلاقات المصرية الأمريكية من تطورات على المستوى الإستراتيجي إنما يؤكد الخطأ التقديرى الذى وقعت فيه الإدارة الامريكية السابقة فى تقدير أهمية الإستقرار فى مصر كونه يعنى إستقرار المنطقة,إن كلمة الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إنما كشفت عن رؤية مصرية للسلام العالمى تنطلق من الحلول السلمية للأزمات والنزاعات المسلحة والإعتماد على الحلول الوطنية بعيداً عن التدخلات الخارجية التى تزيد الأمر سوءاً , كما دعا الرئيس الإطراف الدولية الى حث دول حوض النيل على ضرورة التفاعل الايجابى فيما يخص حقوق دول المصب ,فرغم تعثر مفاوضات سد النهضة مع الجانب الأثيوبى فإن مصر لازالت حريصة على إتباع الطرق الودية فى إطار من التفاهم والتعاون فى حل أزمة سد النهضة الاثيوبى, إن المنطقة تعج بالازمات المتلاحقة والحفاظ على الدولة ومقدراتها يعد من الواجبات الوطنية الاولى فى هذه المرحلة ,والشعب المصرى الواعى لن ينخدع مرة أخرى أمام الشائعات التى تستهدف وطنهم وتحولهم الى لاجئين أو مشردين على حدود الدول ,فمهما مارست تلك الجماعات الارهابية وداعميها من الدول المارقة من حروب إعلامية ومعلوماتية على مصر ,فإن مصر واجهت ما هو أشد من ذلك وانتصرت بارادتها وارادة شعبها وابنائها المخلصين.

 

بقلم/محمد الفرماوى