ردا على د. ابراش في مقاله عن محمد دحلان

بقلم: فادي شحادة

انا صراحة من المتابعين لكتابات الدكتور ابراش ومن المدققين في تحليلاته التي تتسم في اغلبها بالواقعية السياسية والاستراتيجية الدقيقة التي تحآكي ظروف شعبنا و قضيته في هذا الوطن.
أما فيما يخص مقال اليوم للدكتور والذي طالعناه في وكآلة سما الإخبارية والذي جاء تحت عنوان ( كيف ومن أين أتى محمد دحلان ) فالمقال له ماله وعليه ما عليه ، ولسنا هنا بصدد تقييم ولكن أردنا أن نوضح بعض ما ورد فيه بطريقتنا الفتحاوية فمثلا :
- تعزيز دور دحلان اليوم وسا بقا ليس بحاجة لأن تتوفر أسباب لذلك في قطاع غزة كما ذكر المقال ولكن نقول أن الرجل في حد ذاته يحمل مشروع منذ تواجده من الخارج إلى الداخل وهو بانتظار ساعة الصفر للتنفيذ.
- القول بضعف تنظيم حركة فتح في غزة هذا كلام غير دقيق قد تكون هناك بعض حالات التراخي هنا أو هناك لكن الجسم التنظيمي في حد ذاته متماسك من جنين الى رفح ومن بيروت الى الجزائر فالقول بتقسيم حركة فتح وفصلها جغرافيا هي من أكثر العوامل التي حاول أصدقاء دحلان في السابق تطبيقها داخل حركة فتح لسبب اتضح مستقبلا وهو ابقاء فتح في غزة ضعيفة مترهلة بعيدة عن صنع القرار التنظيمي المركزي في الحركة .
- اعتبار الرئيس عباس عدو مشترك لحماس ولدحلان رغم حجم المخاطر الوطنية التي يكتسبها هكذا موقف إلا أن ذلك لم يمنع الطرفين من التوجه للمجاهرة الدولية في تخوين الرئيس واعتباره منتهي الصلاحيات.
- القول بأن فتح تفقد حلفائها التقليدين في م ت ف فهذا كلام غير دقيق ولكن الاصوب هو أن فصائل م ت ف في غزة أصبحت حجار شطرنج تستعمل حسب ما تقتضيه المصالح الضيقة الحزبية والمالية والدليل على ذلك ورقة المصالحة مؤخرا تبنتها الفصائل بغزة دون وجود قرار مركزي أو مؤتمر لقادة هذه الفصائل في فلسطين أو خارجها في هذا الشأن فالموقف اقتصر فقط على منهم بغزة.
- القول بأن الوطنيون الفتحاويون يذهبون إلى جماعة دحلان كرد فعل على أي إجراء سلبي ضدهم نعم قد تكون هناك بعض الحالات الشاذة ولكن الشواذ لايقاس عليهم لأن الإنسان الوطني الحر حسب تجارب الشعوب يبقى حرا نزيهابعيدا عن الشبهات مهما قست عليه الظروف فالحرية لا تأكل من ثديها.
- كنا نتمنى من الدكتور ابراش التوضيح أكثر بخصوص المشروع التأمري الذي قد يمثله وجود هذا الرجل في الساحة الفلسطينية مستقبلا وماهي الارتدادات التي قد يفاجئ بها الشعب الفلسطيني على قضيته وعلى مشروعه الوطني برمته .

فادي شحادة
[email protected]
-