كشفت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أن الفصائل الفلسطينية التي التقتها لجنة الانتخابات المركزية في مدينة رام الله، لم تمانع عقد الانتخابات وفق رؤية الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ، التي تقوم على إجراء "انتخابات متتالية"، تبدأ بالتشريعية، على أن تتبعها بأشهر الانتخابات الرئاسية، وهو ما تعارضه حركة حماس حتى اللحظة.
حسب الصحيفة، ما جرى إقراره من الفصائل المجتمعة في رام الله، التي تنضوي جميعها تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، تمثل في تأييد إجراء الانتخابات الفلسطينية وفق مبدأ "التمثيل النسبي الكامل"، باعتبار الوطن دائرة انتخابية واحدة، من أجل إتاحة الفرصة لجميع الفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني من التنافس.
كذلك ناقش اللقاء العديد من المقترحات الخاصة بالعملية. وقد لاقت رؤية الرئيس عباس القائمة على إجراء الانتخابات بشكل متتال، قبولا من الحاضرين، وهو اقتراح تدعمه حركة فتح التي يتزعمها أبو مازن، والعديد من الفصائل القريبة منها.
وحسب المعلومات لم تمانع فصائل أخرى في منظمة التحرير، سواء التي علقت مشاركتها في اجتماعات المنظمة أو التي لم تعد تحضر الاجتماعات، وهما الجبهتان الشعبية والديمقراطية، هذا المقترح، لكنهما طالبتا بضرورة ان يكون هناك توافق وطني كامل عليه، وأن لا تزيد الانتخابات حال أجريت من "هوة الانقسام"، خاصة في حال أجريت بلا توافق وطني مع حركة حماس.
وفي هذا السياق قال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والأمين العام لجبهة النضال الشعبي، في تصريحات إذاعية، إن المجتمعين أكدوا أيضا على أن الانتخابات تمثل فرصة لإنهاء الانقسام، واتفقوا على أن تجري على التوالي، من خلال البدء بالانتخابات التشريعية، على أن تتبعها بأشهر الانتخابات الرئاسية.
ومن المقرر أن تواصل لجنة الانتخابات عقد لقاءاتها في مدينة رام الله، مع مؤسسات الضفة الغربية، حيث ستعقد خلال الأسبوع الجاري لقاء مع ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني.
في الوقت ذاته يستعد رئيس اللجنة الدكتور حنا ناصر لعقد لقاءات مماثلة مع الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس في قطاع غزة نهاية الأسبوع المقبل.
وحسب بيان للجنة فإن رئيسها أطلع المجتمعين على فحوى لقائه مع الرئيس محمود عباس، المتضمن توجه الرئيس لإجراء انتخابات عامة تشريعية تتبعها انتخابات رئاسية، وتكليفه لرئيس اللجنة بمواصلة اللقاءات مع ممثلي فصائل العمل الوطني.
وأكد أن الاجتماعات مع الفصائل تأتي في إطار دور اللجنة في تهيئة البيئة المواتية وتعزيز مشاركة جميع الفصائل والأحزاب السياسية في الانتخابات، والاستماع لمواقفهم وتوجهاتهم فيما يتعلق بالانتخابات.
وقال إنها تمثل "خطوات مهمة لإنجاح العملية الديمقراطية في جميع الأراضي الفلسطينية، ولضمان أوسع مشاركة فيها، مؤكدا جاهزية اللجنة من الناحية الفنية لإجراء هذه الانتخابات".
لكن رغم التوافق الذي حصل خلال اللقاء الذي جمع لجنة الانتخابات مع قيادة الفصائل في الضفة، فإن المهمة ستكون أصعب في غزة، حين تنتقل اللجنة في موعد حدد بشكل مبدئي نهاية الأسبوع المقبل.
وأشار هشام كحيل المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية الى أن رئيس اللجنة قد يصل الى قطاع غزة نهاية الأسبوع المقبل بسبب إغلاق المعابر بحجة "الأعياد الاسرائيلية".
وأشار إلى ان الدكتور ناصر سيجتمع مع قيادة الفصائل وحركة حماس، لبحث ترتيبات إجراءات الانتخابات، واصفا لقاء الفصائل الذي عقد في الضفة بـ "المهم جدا".