عظيمة هي جماهير تونس التي احتفلت بفوز الرئيس التونسي قيس سعيد في شارع القائد التاريخي الحبيب بورقيبه وسط العاصمة التونسية وهي تهتف ( الشعب يريد تحرير فلسطين ) وردد المحتفلون من وسط شارع الثورة شعارات وهتافات لنصرة القضية الفلسطينية مثل «فلسطين حرة حرة، والصهيوني على برة» في مشهد طالما عبرت عنه الجماهير التونسية صانعة الثورة والإرادة التى جسدت الثورة الحقيقية من خلال ممارسة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع ليسجل بذلك تجربة متميزة سيكون لها تأثيراتها في تجسيد المؤسسات والقانون والتشريع وبناء الدولة التونسية الواعدة .
ان الانتخابات التونسية هي تعبير حي وصريح عن روح الثورة التي تجسدت عبر نضال الشعب التونسي على مدار عقود، وأن تونس قدّمت نموذجاً في العصيان المدني والثورة الشعبية على النظام البوليسي والقمعي تقدم اليوم نموذجاً حياً في الديمقراطية والعدالة وبناء المؤسسات المدنية القادرة علي حماية الحلم التونسي والعمل على صياغة اسس المستقبل من اجل تحقيق تطلعات وأماني الشعب التونسي .
وخلال السباق إلى قصر قرطاج أطلق الرئيس قيس سعيد جملة من التصريحات القوية بشأن القضايا الوطنية والقومية، ترسم المرحلة القادمة لتونس وتعبر عن ارادة التونسيين وصوتهم القادر على صناعة المستقبل وكان الشعار الانتخابي الاساسي للرئيس قيس سعيد «الشعب يريد» ليعبر بذلك عن تمسكه بأهداف ثورة الياسمين 2011، التي عبرت عن اماني وتطلعات الشعب التونسي، ولعل قصر قرطاج برئاسته الجديدة امامه الان تحديات كبيرة وتطلعات أكبر من قبل التونسيين الذين قرروا استئناف المسار الثوري وتصحيحه باتجاه تحقيق أهداف الثورة المتعلقة أساسا بالخبز والعيش الكريم بعدما تحققت أهداف الحرية والديمقراطية.
تحية الي تونس قلب فلسطين النابض وحضنها الدافىء، كل التحية الي الشعب التونسي شعب ابو القاسم الشابي ( اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ) تحية الي شعب الفداء والتضحية شعب تونس الشقيقة والحبيبة الذي عبر عن روح الديمقراطية الحقة ومارس بنجاح الانتخابات البرلمانية والرئاسية، هذه التجربة التي ما زالت تقدم فيها تونس الخضراء نموذجاً ديمقراطياً متقدماً لامتنا العربية والإسلامية والتي تعبر عن اسس بناء الدولة المدنية القادرة على تحقيق التغير والتطور وخلق فرص التغير الناجح نحو الافضل ونتمنى مزيداً من الاستقرار والرخاء للشعب التونسي الشقيق الذي طالما وقف لجانب حقوق الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
دوما كانت علاقة تونس بفلسطين هي علاقة الروح بالجسد علاقة التاريخ والحضارة وان تونس التي احتضنت الثورة الفلسطينية في ادق المراحل صعوبة تجسد اليوم تلك المواقف المشرفة فكل التحية والتقدير إلى الشعب التونسي الشقيق على مواقفه المشرفة ضد التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية، حيث جسد الشعب التونسي اروع المواقف في علاقاتاته التاريخية مع شعب فلسطين والتي أكد عليها الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد الذي حرص علي ان يكون اول تصريح له دعما للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني والقضايا العادلة فكل التحية الي رئيس تونس قيس سعيد الذي اكد على إن تونس ستعمل في الخارج من أجل القضايا العادلة وأولها القضية الفلسطينية معبرا بذلك عن الارادة الحقيقية والتوجه الطبيعي للشعب التونسي وعمق العلاقات الأخوية التونسية الفلسطينية حيث احتضنت تونس الثورة الفلسطينية ومازالت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل نيل الحرية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]