طالب ممثلو منظمات أهلية صحية وحقوقيين وخبراء بتدخل دولي عاجل للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتسهيل وصول المرضى الفلسطينيين الى المشافي والمراكز الصحية، ووقف الانتهاكات بحق المرضى الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها شبكة المنظمات الاهلية حول "التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية عن الحق في الصحة في الأراضي الفلسطينية للعام 2018"، نظمتها بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية، في اطار "مشروع تعزيز الديمقراطية وبناء قدرات المنظمات الأهلية" بحضور عشرات من ممثلي المنظمات الأهلية والدولية.
ودعا المشاركون إلى دعم النظام الصحي الفلسطيني وتطويره لتقديم مستوى صحي لائق لهم داعين الى توفير العلاج والخدمات الصحية والوصول اليها بسهولة، واحترام المرافق والخدمات الصحية، بما فيها المستشفيات والمراكز الصحية.
وشددوا على حق الفلسطينيين في الصحة وحرية الحركة والتنقل والتحويلات الطبية، وتحسين الظروف الحياتية والمعيشية والصحية للشعب الفلسطيني.
وعرض محمد لافي منسق وحدة المناصرة في مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة عرضا للتقرير، الذي تضمن معلومات حول إمكانات وسبل الوصول الى الخدمات الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والانتهاكات، والتوصيات.
وأوضح لافي في عرضه أن هناك عوائق أمام الوصول الى الخدمات الصحية في الضفة تتمثل في الجدار، ونقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية، وفي قطاع غزة عوائق مالية.
وفي نهاية العرض، قدم لافي توصيات منظمة الصحة، وأهمها الحفاظ على سبل وصول المرضى الى العلاج والخدمات الصحية بسهولة، واحترام المرافق والخدمات الصحية، واحترام الحق في الصحة، وتحسين الظروف الحياتية والمعيشية والصحية للفلسطينيين، ودعم النظام الصحي للحفاظ على مستوى صحي لائق لهم.
وألقى عضو الهيئة الإدارية للشبكة الدكتور عائد ياغي كلمة قال فيها إن منظمة الصحة العالمية دأبت على اصدار تقارير سنوية عن الوضع الصحي في فلسطين.
وأشار ياغي الى أن قطاع غزة يعاني، منذ 12 عاما، من الحصار الإسرائيلي، وأوضاع صحية صعبة جدا، وانتهاك الحق في الصحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت ياغي الى أن الانتهاكات تشمل تقييد حركة المرضى ومرافقيهم في السفر والتنقل داخل فلسطين وخارجها، والاعتداءات على الطواقم الطبية وقطاع الصحة، خصوصا خلال مسيرات العودة.
وفي كلمته اشار مدير الشبكة امجد الشوا إلى الأوضاع المعيشية والصحية الكارثية، التي أثرت سلبا على حياة مليوني فلسطيني في قطاع غزة، يعيش معظمهم تحت خط الفقر.
وأشاد الشوا بمدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة الدكتور محمود ضاهر، الذي سينتقل للعمل مع المنظمة في مدينة غازي عنتاب التركية لصالح اللاجئين السوريين.
من جهته، قال مدير المنظمة في فلسطين الدكتور جيرارد روكنشوب إن أن هناك تجاوزات في الحق في الصحة في الأراضي الفلسطينية، موضحا أن المنظمة الدولية تتحقق من كل المعلومات والأرقام التي يتضمنها التقرير.
واعتبر أن الحقائق والأرقام الوارده في التقرير تمثل وجها واحدا للحقيقة، أما الوجه الآخر فيتمثل في الرواية الفلسطينية والقصص الإنسانية في فلسطين مشيرا أن نقل الرواية الفلسطينية يتطلب مهارة خاصة وتعزيز هذه الرواية.
وأضاف أن 105 من الخبراء في الصحة في العالم أرسلوا رسائل للمنظمة قالوا فيها إنهم يستخدمون القصص والروايات الواردة في تقارير المنظمة في أحاديثهم وكتاباتهم، وحثوا المنظمة على الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف الانتهاكات في حق القطاع الصحي الفلسطيني، وهذه إشارة الى أن ما نقوله يصل الى المجتمع الدولي.
وأوضح روكنشوب أن ذلك يدفعنا للإيمان بأن نعمل أكثر مع شركائنا في المجتمع المدني من أجل أن يصل صوتنا أكثر الى المجتمع الدولي.
وفي نهاية الجلسة تم تكريم د. محمود ضاهر، الذي عمل مديرا لمكتب المنظمة في القطاع سنوات طويلة.
وأشاد المشاركون في الجلسة بجهود د. ضاهر والدور الذي لعبه مع جهات آخرى في التغلب على بعض المشاكل والصعاب الناجمة عن الانقسام السياسي، وانتهاكات سلطات الاحتلال.
ومن جهته وجه ضاهر الشكر لشبكة المنظمات الاهلية وكل من تعاون معه خلال فترة عمله في منظمة الصحة العالمية .