الأفكار التي تحلق لن تموت قررت تجميد عضويتي في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين " حتى إشعار آخر "

بقلم: مصطفى النبيه

مصطفى النبيه


المقاومة فكرة إن سقطت الفكرة انتهى الإنسان وأصبح فراغاً وتحول الوطن خراباً . بناءً على احترامي وتقديري لكافة الزملاء في "الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين " وحرصاً مني على رفض الأمر الواقع ، ولأجل الدفاع على حقنا بالوسائل المتاحة ،ولكي نؤسس نهجاً سليماً في تطوير مؤسساتنا الثقافية ويكون لنا شخصية مستقلة وحق اختيار في من يمثلنا .. قدمنا رسالة احتجاج للأمانة العامة ، نستنكر الأسلوب القمعي وطريقة تعيين أنفسهم بشكل غير ديموقراطي وللأسف مر أسبوع ولم يصغوا لنداءاتنا ولم يفكروا بالتغيير وتصويب الأمر ،اعتبرونا مجرد أرقام على الهامش !! إيماناً بحقي بالاحتجاج والتعبير ورفضي للأسلوب المستهجن في التعامل ..أعلن أنا المخرج والكاتب / مصطفى النبيه عن تجميد عضويتي في الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين " حتى إشعار آخر " .. لما تعرضنا له من تهميش في آلية تنصيب أعضاء ورئاسة الأمانة العامة.. لا يوجد في هذا الكون ضعفاء بل يوجد جباء ، طفيليات محايدة تخشى المواجهة وستبقى مجرد ظلاً، مصعداً للمتسلقين الذين يأكلون حقوقهم عنوة لأنهم جبناء لا يستحقون الحياة ، يتلونون حسب طبيعة المرحلة .. بالمقابل أنحني لمن ينتصر لحريته ويجعل من جسده جسراً لأفكاره النبيلة ويؤمن أن من يتنازل يوماً عن حقه سيبقى أبد الدهر عبداً ، فيتحدى العاصفة الهوجاء بإمكانياته المتواضعة وهو يدرك أنها قد تقتلعه من جذوره .. يضحك لأنه يؤمن أن الحياة قصيرة والتغيير والبناء يحتاج للتضحية. لكل منا جماله فلا تستهين بقدرتك على البناء والمواجهة وانتصر للوطن وللمقهورين ، لنكون أنا وأنت نحن .. فمن الطبيعي في زمن الانسياق ألا يكون صاحب الحق ذو شأن .. ولكن من العار ألا يملك نفسه وينتصر لها ويتسامى فوق الفئوية والحزبية ، فلا تكن مجرد ظلاً .. فيا أخي قلمك وصوتك أمانة ، فكن نحن لأجل أن يتحرر المثقف من قبضة السياسي الذي جرنا إلى التفرقة وصنع الانقسام بأنانيته ، فعسى أن يأتي اليوم الذي نتخلص فيه من سطوة رجال السياسة ويتحرر الاتحاد من التبعية المريضة ، فيكفينا خراباً ،أخجل من نفسي وتصيبني غصة وتكبر خيبتي عندما أشاهد من توسمنا بهم خيراً وانتظرنا منهم التغيير ، الابتكار، الابداع وأن يكونوا في الطليعة ويساهموا في مستقبل أفضل ، نراهم للأسف يغرقون فوق كراسي زائفة ويتحولون عجينة لينة بين أصابع رجال السياسة يشكلونها حسب احتياجات المرحلة . كم حلمت أن يكون اتحادنا مستقل ينتمي لأفراده ويخدم الجميع ولا يتعامل مع الكتاب على أنهم مجرد أرقام للتنافس بين الفصائل .. كم حلمت أن نحمل الهم العام ونقترب من وجع الناس ونكون صوتهم، فهل كنا صوتهم ؟! هل هناك من يسمع بنا ؟ قبل أيام زرت مدارس الاعدادية فطلبت من الطلاب والطالبات أن يذكروا أسماء كتاب المحافظات الجنوبية والشمالية فأصابتني خيبة.. فنادراُ ما كانوا يذكرون أي من كتاب الزمن الأغبر . فهل نحتاج بعد ذلك لاتحاد ومناصب ؟!! وأخيراً أشكر الزملاء الذين يجيدون فن التخويف ويريدون منا أن نغض أبصارنا عن الحقيقة ونسير مع القطيع .. لا نسمع ،لا نرى ،لا نتكلم ، خوفاً علينا أن نسقط ضحايا الاتهامات المعدة سلفاً والتي خلقت لتكميم الأفواه ولكي لا نتهم بأننا ضد المصلحة الوطنية أو محسوبين على سين أو على صاد أو ننفذ أجندة خارجية .. فهذه الاتهامات العشوائية المقرفة التي أصبحت لعنة تطاردنا لو حاولنا التغيير، جعلتني أكتب وسأكتب وأصرخ بصوت عالٍ. وحتى أنأى بنفسي بعيداً عن أمراض مزمنة لن نبرأ منها يوماً، قررت تجميد عضويتي لأجل غير مسمى وأن أتفرغ لمشروعي الثقافي والفني .. فيكفينا مهازل . للأسف نحن نعيش فوضى مبرمجة ، لن تسمح لأي مخلوق أن يسن سنة حسنة نسير عليها خوفاً من سلطة الرقيب الذي يتحكم بالأرزاق .

بقلم / مصطفى النبيه

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت