لغز المقاول المصري محمد علي

بقلم: سهيله عمر

1

لغز المقاول المصري محمد علي بدايه انا فلسطينيه ولا اتدخل بالشؤن الداخليه المصريه. ولا يهمني من يحكم لان من سيحكم سواء كان علماني او اخواني او من الجيش لن يحكمنا بفلسطين. لكن يهمني استقرار ووحده وامن مصر. وان تبقى العلاقات بيننا نحن الفلسطينيون والمصريون على المستوى الشعبي والحكومي على توافق تام بعبدا عن مؤامرات لتخريبها. كما يهمني ان يبقى معبر رفح مفتوحا وان تتصدى مصر لاي مؤامرات علي القضيه الفلسطينيه. لكن انا هنا كمتابعه اود التعقيب على لغز الظهور المفاجيء للمقاول المصري محمد علي. من الملاحظ انه تكاثفت الدعوات للثوره على النظام المصري في الاونه الاخيره من القوى المعارضه . ودائما اخذنا نحن الفلسطينيون دور المراقب المحايد لعدم رغبتنا بالتدخل بالشأن المصري . ومن ضمن هذه الدعوات كانت دعوه معتز مطر وحملته المشهوره اطمن انت مش لوحدك. التي لم تتجح في تحريك الشارع المصري او حتى افشال قرار تغيير الدستور المصري ليسمح بالتمديد لرئيس الجمهوريه للترشح لاجل غير محدود. كما انبثقت بعض الدعوات من قبل قيادات الاخوان في الخارج على اثر موت المرحوم الرئيس السابق محمد مرسي. الا انها فشلت في تحريك الشارع المصري نظرا للظروف الامنيه المشدده التي رافقت جنازته حيث لم يسمح بجنازه شعبيه له. ومؤخرا جاءت دعوات المقاول المصري للثوره التي باءت بالفشل. وحتى الان اجنده محمد علي يحيطها الكثير من الغموض وعجز كافه المحللين للوصول لمن يقف وراء محمد علي. ابتدا محمدعلي بضخ فيديوهات عبر اليوتيوب لكشف بعض اسرار مشاريع الجيش المصري الذي عمل معهم بهدف رفع معنويات الشعب المصري واعطاءهم امل مبالغ به انهم قادرون على اسقاط النظام المصري الحالي. ثم تراجع بشكل مفاجيء ملفت للنظر ليثبت انه لم يكن اكثر من خطيب سياسي وظيفته الهاب حماس الجماهير ثم الانسحاب. وانا شخصيا لدي عده احتمالات حول اجنده محمد علي السياسيه: • هناك احتمال ان مجمد علي هو واجهه لخليه في الجيش المصري تسعى لتغيير النظام المصري القائم. وانه هذه الخليه ستعمل على تهيئه الظروف للشعب المصري للثوره من خلال فتح الميادين ورفع الحجب عن مواقع المعارضه. لكن هذا التحليل عمليا سقط بعد فشل قيام الثوره بسبب اغلاق الميادين من قبل الجيش المصري وعدم تجاوب الشعب المصري بشكل كبير مع دعوات محمد علي خشيه على امنهم. • وهناك احتمال اخر ان محمد علي كان يتحرك وفق خطه قطريه لمحاوله دفع الشعب المصري للثوره لاسقاط النظام المصري. وعندما فشلت الخطه بسبب القصور في معرفه ظروف مصر الغير مهيئه للثوره بسبب سيطره الجيش المصري على كافه الميادين، تراجعت قطر عن خطتها. بدليل انسحاب محمد علي من المشهد واعلانه انه غير خطته لاسقاط النظام المصري من خلال ثوره شعبيه لصعوبه تحقيق ذلك. وكأنه لم يكن يعرف ان هذا صعب وهو ابن مصر. • واحتمال ثالث ان محمد علي جند من قبل النظام المصري لالهاب الجماهير للثوره بهدف التعرف على الخلايا المعارضه النائمه واعتقالهم. ولاحباط معنويات الشعب المصري بقدرته لاحداث ثوره. وهذا ما تحقق فعلا حيث اعتقل ما يقارب 4000 مصري استجابوا لدعوات محمد علي للثوره وكشفت نداءاته عمن يميلون لاحداث تغيير من خلال ثوره شعبيه. • وهناك احتمال رابع انه هناك خليه للمخابرات المصريه في الجيش جندت فعلا المقاول المصري محمد علي – سواء بعلم او بدون علم منه بنواياها- ليقوم بتجربه اختبار لتحريك الشارع المصري لمعرفه ان كان صمت الشعب المصري هو صمت جبن، او صمت ترقب وان الشعب متأهب في أي وقت للقيام بثوره عندما تتوفر الاجواء لذلك. والتجربه اثبتت ان صمت الشعب المصري هو صمت ترقب. طبعا هذه التجربه كانت مفيده للمضي باي مخططات مصيريه بالشأن المصري لمعرفه مدى تقبل الشعب الصري لها وعدم حدوث ردود فعل مفاجئه من قبل الشعب. • وهناك احتمال خامس انه هناك اتفاق بين محمد علي وخليه بالجيش المصري تريد تغيير النظام المصري مع قوى المعارضه بالخارج باحداث ثوره لتغيير النظام المصري ليأتي نظام حكم علماني عسكري لتمرير صفقات معينه واحداث تغيير في الوضع المعيشي بمصر. الا ان النظام المصري تمكن من كشف هذه الخليه ولهذا فشلت الثوره. جميع هذه السيناريوهات والاحتمالات قائمه في ضوء الغموض الذي صاحب الظهور المفاحيء لمحمد علي. من وجهه نظري انا اعرف مدى مصداقيه الشخص من خلال تعبيرات الشخص ومدى التزامه بمواقفه. وبعيدا عن اي تحليلات لاجنده محمد علي السياسيه ومن يقف وراءه، فانا لم ارى في محمد علي الا انه مجرد خطيب شعبي يسلط الضوء على هموم الشعب المصري وكافه اوجه الفساد في مصر. وفيديوهات محمد علي تصلح كماده دسمه لافلام دراميه تعكس هموم المواطن المصري الحقيقيه . وممكن كتابه كتب تعكس معاناه الشارع المصري في كافه المناطق من وحي فيديوهاته. هناك كم عالي من المصداقيه في شرح ظروف الشعب المصري ولهذا وصلت فيديوهاته للمواطن البسيط لانها كانت تعكس هموم كل مواطن مصري بالداخل والخارج. ومحمد علي اتقن دور الممثل البارع الذي يستطيع لفت المشاهده بكاريزمته . وهذا الجانب الايجابي في فيديوهاته التي عرضها. اما الجانب السلبي في فيديوهات محمد علي: • اولا انني لا اتفق مع اساليب السب والشتم التي كان يستخدمها ضد اوجه النظام لان الخطاب الاعلامي لابد وان يتسم بالود والاحترام وبعيدا عن الالفاظ المقززه للمستمع. • ثانيا ان محمد علي تهرب من الرد على الاتهامات الصريحه الموجهه له من عائلته انه استولى على ورث ابناء اخيه اليتامى فلم يعطي رد منطقي اويكذب الاتهام بوضوح. • ثالثا انه لا يعقل ان محمد علي قد تربح من خلال عمله بالمقاولات مع الجيش الملايين ثم يعلن بشكل مقاجيء الحرب على الفساد لمجرد اختلافه مع الجيش. أي قاضي سيفتي انه فضح الفساد لا يكفر عن الذنب باي حال من الاحوال. • ورابعا اعطاء محمد علي الجمهور وعود وامنيات للمتابعين من الشعب المصري لا يمكن ان تتحقق لو قاموا بالثوره مع علمه جيدا وهو ابن مصر ان الثوره مستحيله لان الجيش يتحكم بكل ركن بالبلد وبامكانه اغلاق الشوارع ومنع المواصلات ومنع الوصول الى الميادين. ثم تجد محمد علي يعلن بعد فشل قيام الثوره ان حساباته كانت خاطئه ويدعوا الشعب المصري بعدم الثوره حفاظا على امنهم وان لعبته مع النظام المصري لم تنتهي. عجبا الم يعلم ان دعواته كانت ستهدد امن الناس الا بعد فشل الثوره. وهل هو يلعب مع النظام المصري لتصفيه حسابات ويقحم الشعب المصري في لعبته ؟؟ • وخامسا ان تعبيرات وجه محمد علي توحي دائما انه يقوم بدور تمثيلي ويسعى لتحقيق اجنده سياسيه. بدليل تغير مواقفه بشكل دائم من الدعوه للثوره بشكل حماسي ثم التراجع المفاجيء . وتوقفه عن عمل فيديوهات جديده. وهو اليوم لا يعمل الا لقاءات مع وكالات اعلاميه بهدف تبرئه نفسه من أي اجندات سياسيه. • وسادسا ان محمد علي كان دائما كان يلقي الاوامر على الجيش والشرطه وكإنه يعمل معهم . وهذا يوحي انه اما كان يعمل مع خليه بالجيش او انه يعمل لحساب المخابرات المصريه. • سابعا واضح ان محمد علي يتجاهل الرد على أي تحليلات حول اجندته السياسيه. كتحليلات قطر مباشر التي اتهمته انه يعمل وفق خطه قطريه لاحداث ثوره بمصر وفشلت وان قطر من طلبت منه تغيير الخطه. او تحليلات بعض المحللين المصريين كخالد عيسى الذي اثار الكثير من التساؤلات والتحليلات حول محمد علي ولم يستقر على رؤيه. واعتقد انه طالما لم يفك لغز محمدعلي حتي الان، فسيختفي تدريجيا وسيبقى ظهوره واختفاءه مجرد لغز.

سهيله عمر

[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت