استشهد الدكتور فتحي الشقاقي في 26/10/1996، في العاصمة المالطية (فاليتا) بواسطة مسدس كاتم للصوت انطلقت منه عدة رصاصات على صدر الشهيد عند خروجه من الفندق، ولاذ القاتل هرباً بواسطة دراجة نارية. الكدتور فتحي الشقاقي لاجىء فلسطيني من مواليد رفح 1951، والأصل من قرية زرنوقة قضاء الرملة المحتلة عام 1948.
قرار الإغتيال صدر من قمة الهرم السياسي في كيان دولة الإحتلال، بعد أن نفذت حركة الجهاد عشرات العمليات البطولية، وخاصة منها عملية (بيت ليد) المزدوجة في22/ 1/ 1995، والتي كانت الأكثر وجعاً وألماً لجيش الإحتلال (27 قتيلاً و80 جريحاً) من جنود وضباط جيش الإحتلال.
تعرفت على الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي بعد وصوله الى لبنان ومن ثم الى سوريا مُبعداً من فلسطين، في أوج صعود الإنتفاضة الكبرى الأولى وتحديداً أواخر العام 1989. وكنت بالفعل ـــ ولا أدعي بهذا ـــ أول من عمل على ترتيب بعض اللقاءات الصحفية معه لعددٍ من الصحفيين والمراسلين العرب في منزله الذي اقام به في حي قريب جداً، وملاصق لمخيم اليرموك (أول حي الزاهرة من جهة اليرموك). وبعدها رتبت له عدة لقاءات مع الفصيل الذي كنت عضواً فيه، لقاءات خاصة، ولقاءات مفتوحة أحياناً بحضور عدد من الفصائل، الى حين بات حضوره مُعلناً في دمشق، ومخيم اليرموك، في مكتبه الأول بالقرب من (استراحة الأيام) المعروفة، على شارع الـــ 15 في مخيم اليرموك، ومن ثم بدء النشاط السياسي والإعلامي العام لحركة الجهاد في الساحة السورية، ومشاركتها في تشكيل ائتلاف القوى المعارضة بعد توقيع اتفاق أوسلو الأول في ايلول/سبتمبر 1993.
وبعيداً، عن السياسة الفلسطينية، وتفاصيلها، ومتاهاتها، عرفت به، كل صفات الإنسان النبيلة : الوطني، الصادق، المخلص، المؤمن بما يحمله، والإسلامي المعتدل، غير المتشنج، والمنفتح على الجميع. رحمه الله واسكنه فسيح جناته. وسيبقى الى جانب كل الشهداء علامة مضيئة من علامات الطريق نحو فلسطين طال المسار أم قصر.
(الصورة : حفل استقبال في عيد الإنطلاقة في المكتب الذي كنت اداوم به في ساحة الشهبندر بدمشق، وفي الصورة الدكتور فتحي، وابو فاخر، والياس طعمة من وكالة الصحافة الفرنسية، مراسلة مونتي كارلو في حينها ثناء الإمام، وعمر الشهابي، والنائب الأردني منصور سيف الدين مراد العضو السابق في اللجنة المركزية لجبهة النضال، وأنا).
بقلم علي بدوان
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت