يراهن العديد من السياسيين الفلسطينيين في الداخل ومن قادة السلطة الوطنية الفلسطينية، على قدرة الجنرال غانتس، زعيم تحالف " أزرق أبيض " من تشكيل حكومة اسرائيلية ضيقة، على الرغم من أنه يصر على تحييد النواب العرب وغير وارد في حساباته أن تدعمه " القائمة المشتركة " حتى من الخارج، وسعيه تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب الليكود، أو حكومة ليبرالية مع وزير الحرب السابق الترانسفيري أفيغدور ليبرمان.
في نظري وتقديري، أن لا فرق بين نتنياهو وغانتس، فهما وجهان لعملة اسرائيلية واحدة، وسياستهما تجاه شعبنا الفلسطيني واحدة، وهما متمسكان باللاءات المعروفة، وعليه لا يمكن أن نعول كثيرًا على حكومة برئاسة الجنرال غانتس، والرهان عليه هو مجرد أوهام وأضغاث أحلام، وأي حكومة قادمة لن تحمل بذور وبشائر الأمل لشعبنا الفلسطيني، وليس بمقدورها تغيير السياسة الاسرائيلية المنتهجة منذ قيام الدولة العبرية، والقائمة على التمييز العنصري والاضطهاد القومي والتنكر للحق الفلسطيني المشروع.
إن من ينتظر الفرج من حكومة برئاسة غانتس واهم وخاسر، وسوف يطول انتظاره، فلا تسوية سياسية، والسلام المنشود والمأمول ليس في حسابات كل المحافل والأوساط السياسية الاسرائيلية، وما الحديث عن السلام سوى بيع للأوهام، وكسب للوقت ، وهدفهم جميعًا تكريس الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية من جذورها، فكل قوى وألوان الطيف السياسي في اسرائيل تتقاطع وتلتقي حول هدف واحد موحد، وهو المضي بالمشروع الصهيوني الى أعلى غاياته ومراتبه، ووأد الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير والدولة الوطنية المستقلة.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت