في ذكرى وعد بلفور المشؤوم

بقلم: ايمان الناطور

67f5f1ec-ffe9-4197-a49b-3a0dd1f774a6.jpg

بدأت القصة من تلك الرساله ؛ التي أرسلها البريطاني جيمس بلفور للورد اليهودي ليونيل دي روتشيلد معلنا تأييده لإنشاء وطن قومي لليهود على أرض الفلسطينين..  كان الهدف من هذه الرساله سياسي استعماري يظهر فيه مدى دعم بريطانيا لليهود في إقامه دولتهم على أرض فلسطين ؛ كان حينها عدد اليهود الموجودين على أرض فلسطين حوالي خمسه في المئه من إجمالي سكان فلسطين والحقيقه أن بعض المؤرخين كانوا يؤيدون هذه الخطوه شفقة وتعاطفا مع الشعب اليهودي الذي تعرض للاضطهاد من قبل ولكن ما يكشف ستار الحقيقه بشكل أكثر وضوحا هو أن ارثر بلفور بنفسه كان من أكثر المعارضين الكارهين وجود اليهود في بريطانيا وكان دائما يهاجمهم قبل أن يصدر مجموعه من التشريعات التي تحد من هجره اليهود إلى بريطانيا خوفا على بلاده منهم تبعه عدد وزراء اخرين كارهين لوجود الجماعات اليهوديه في بريطانيا منهم لويد جورج و جورج ملنر و شامبرلين الذي اصدر وعدا مشابهه لوعد بلفور بإقامه وطن يهودي شرق أفريقيا ..  
وبهذا يتضح أن أكثر من أراد استيطان اليهود في فلسطين إنما أراد التخلص منهم ومن تواجدهم في بلادهم .. و أن هذا الوعد إنما صدر لخدمه مصالح الدول العظمى الإمبرياليه .. أما الذاكره الفلسطينيه المسكونه بالكثير من الحزن فلم تكن لتنس أبدا ذلك الوعد المشؤوم الذي كان له الضلع الأكبر في إثارة الوجع الفلسطيني المستمر منذ صدوره في 2 نوفمبر تشرين الثاني 1917 خصوصا وأنه تسبب في تثبيت إسرائيل بين أوصال الشعب الفلسطيني وتشريد الفلسطينيين عن أرضهم وهذه تعتبر مهزله وطنيه عظيمه لا زالت قائمه على الساحه السياسيه العربيه العالميه حتى يومنا هذا وقد صدر هذا الوعد تثبيتا للأقدام الإسرائيليه على أرض فلسطين بعد توجهها لتقسيم المنطقه العربيه أثناء ترتيبات ما بعد اتفاقيه سايكس بيكو عام 1916 مع زعماء الحركه الصهيونيه مثل روتشيلد وحاييم وايزمان ومن جاء بعدهم وما  وما يثير استفزاز الفلسطينيين هو استمرارية احتفاء الحكومات البريطانية المتعاقبه وفخرها بهذا الوعد الذي فرضته على عصبة الأمم وثبتته ضمن صك الانتداب على فلسطين بينما يحتفظ الفلسطينيون في ذكرى وعد بلفور كحافز للنضال والدفاع عن الهوية والأرض.


ايمان الناطور

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت