اتهمته امرأة ذات حُلْمٍ بأنه رجُلٌ ميغالومانيّ، بدتْ جذّابة، رغم وقوفها تحْتَ عمودِ الإنارة، الذي عكس وجهَها الأبيض، فقال لها: هل ترينني بأنني أملك قدرات استثنائية في الحُبِّ، أو أنني أفخر بذاتي لأنني بارعٌ في جذب النّساء، أو ترينني واهما للوصول إلى جنونِ الحكم في بلدٍ باتت أراضيه تسلبُ من غرباءٍ على مرأى العالم، فصدّقيني أيتها المرأة الجذّابة فأنا لا أجدني في صراعٍ عاطفي لأكون ميغالومانياً، فاعذريني فأنتِ مُخطئة باعتقادكِ هذا، أي بتهمتكِ لي المفاجئة بأنني رجُلٌ مصاب بجنونِ العظمة، فلا أية علامات تشير بأنني إنسانٌ مجنون بالعظمة، فلا أعتقد بأنني شخصٌ ذو أهمية كبيرة في المجتمع، ولا أنني واهم بالوصول إلى الأعلى، فأنا مجرد مواطن عادي، معدم، بعيد عن المشاكل، أهرب من القيل والقال، اتكلّم مع زملائي في العمل بكل طيبة، لا اكره أحدا، فأنا مجرد عاشق للنساء الجميلات، لأن جمالهن يحعلني أفكر في لغزِ الحياة، فلا يمكن لك أن تتهميني بأنني إنسانٌ ميغالوماني، فقالت له: ولماذا توهم تفسكِ باستمرار على أنكَ قادر على جذبِ النّساء، صحيح أنكَ رجُلٌ جذّاب، لكنني أراكَ رجُلاً حالما ليس إلا، فقال لها: لكنكِ بجمالكِ لم تجذبيني، لماذا؟ فصمتتْ المرأة، وقالت له: لأنّ لساني سليط، ففال لها: كلّا، لأنكِ مُتصنّعة بالجَمالِ، فوجهكِ بلا مكياجٍ ربّما تكونين أجمل، فتحْتَ الضّوءِ العاكسِ أرى كلّ المكياج، لهذا لم أنجذبْ لكِ، لأنّ جمَالَ الرّوح هو الأقوى، فهربتْ فجأةً من أمامِه، ويبدو بأنّه أقنعها بفكرته، لكنّها توارتْ عنه، وظلتْ تصرخ بصوتِها المُرتفع أنتَ ميغالوماني، فصحا من الحُلْمِ منزعجاً ومسروراً، وسألته طفلته الصغيرة شو يعني ميغالوماني، فيبدو بأنها سمعتْ ترديده للكلمةِ في الحُلْمِ، فقال لها: إنه شيء سيء..
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت