بلفور ..بين الضلالة والجهل

بقلم: ايمان الناطور

بلفور

(بلفور) بين الضلالة والتجهيل في ذكرى وعد بلفور المشؤوم تأخذنا الذاكرة للمرور على محطات مهمة للوصول الى حقائق في غاية الأهمية أولا : تأسست الحركه الصهيونيه على أساس وهمي وهو معاداة السامية هذه الفكره الوهميه التي وضعها في رؤوس يهود العالم الصحفي النمساوي ثيودور هرتزل ويعد هرتزل مؤسس الصهيونيه وحتى هذه اللحظه يرجع اليهود الى مبادئه وافكاره ويأخذون بها.. ثانيا : وجود الاحتلال البريطاني في فلسطين كان أصلا خطة صهيونيه الأصل مليونيرات اليهود في العالم دفعوا ثمنها لبريطانيا منذ قدومها على أرض فلسطين وحتى عينت هربرت صموئيل اليهودي البريطاني الأصل أول مندوب سامي على فلسطين وهذا ما تؤكده بعض الكتب التاريخيه أن الخطه كانت تثبيت اليهود في أرض فلسطين على اعتبار انها أرض الميعاد .. ثالثا : بدأ وعد بلفور بالهجرات الصهيونيه وتسهيل حركه بيع وتمليك الأراضي لليهود في فلسطين وتصعيب هذه الحركه أمام الفلسطينيين انفسهم والدفع باتجاه تثبيت اليهود على هذه الأرض ثم هجره 48 ثم.. ثم.. لقد كان السبب الرئيسي في نجاح هذه الخطوات الخطيرة على أرضنا هو ( الجهل )..
الجهل كان هو السبب الأول في نجاح خططهم البذيئة فمنذ حطت أقدام بريطانيا على أرض فلسطين وجدت نفسها أمام مجموعه من الفلاحين و الغير متعلمين الذين يركضون وراء لقمة العيش حتى ان حاكم القدس البريطاني قال مقولته المشهوره :( عشنا في دوله من الجهل وكلمتي كانت هي القانون).. قاموا بترهيب الاهالي ببعض الصواريخ والرصاص سنة ٤٨ فخافوا وحملوا اولادهم تركوا بيوتهم و تهجروا .. لا عتب على هؤلاء الفلاحين البسطاء الغير متعلمين ولا مثقفين وكانت نسبه الناس المتعلمين انذاك قليله جدا ولكن العتب وكل العتب على المثقفين الموجودين اليوم .. فاليوم كل الشباب مثقف متعلم واعي ..اليوم و نحن نملك نسبه عاليه جدا من الشباب المثقف لماذا السكوت ؟ إن أول شيء علينا فعله هو مقاومة الاحتلال الصهيوني على أرضنا عن طريق تغيير انفسنا وتجميع شتات أنفسنا من الداخل فلا نبقى مشتتين مقسمين لا حس وطني ولا وحدة وطنية ..اليوم لا يوجد علم فلسطين يا سادة بل يوجد علم فتح وحماس و جهاد وجبهة و غيرها...مع احترامي لجميع الأعلام ..ولكن الانتماء للوطن تحول لانتماء حزبي وهذا هو ما أرادته بريطانيا منذ المؤتمر العربي الفلسطيني الأول الذي اتخذ قرارات ضد مصلحتها على أرض فلسطين فمنعت نشر قراراته على الشعب حتى لا يثور عليها وحاولت شق الحركه الوطنية الفلسطينيه وتحويلها الى أحزاب مختلفه متفرقه مطبقة مبدأ (فرق تسد) فقضت على الاتجاه العربي الوحدوي نهائيا وهنا نشأ التعصب الحزبي والتعدديه الحزبيه والاحزاب السياسيه المتنازعه..  إن هذا الدمار الحاصل الان هو ما ارادته بريطانيا وهو اول ما ارادته اسرائيل وهاقد تحقق.. إن أشد ما تخاف منه اسرائيل الان هو أن تنشأ حركة شعبية تجاه الوحده الوطنيه وانهاء الانقسام وهذا هو ما ادعوكم اليه انهاء الانقسام يعني بداية النهايه لاسرائيل وهذا لن يحدث بقوة السلاح وحده طبعا ولكن بقوه ثقافيه موجه ثقافيه عاتيه يجب ان تجتاح اسرائيل وتقذف بها الى الزوال فلنتحرر فكريا فلنتوقف عن السير أينما سار القطيع دون سؤال .. ان الوطن هو أمانه في أعناق المثقفين الواعين والثوار الذين يدركون حقيقة ما يحدث جيدا.. لننه الانقسام لنحاربهم بوحدتنا بثقافتنا بأن نثبت لهم ادراكنا لهذه المهزلة فقد أثبتت التجارب أن حربنا مع اسرائيل هي حرب وعي وفكر وثقافة وحضارة بالسلاح وحده لن ننجح .. فلدينا اليوم شبكات التواصل الاجتماعي لنستخدمها في حملات التوعية الفكرية والسياسية لننادي عبرها بانهاء الانقسام وليكن داخل الوطن وخارجه لنكن كمواطنين حلقة وصل بين اخواننا المتخاصمين و ولتشترك معنا بقيه دول الوطن العربي لانهاء هذا الانقسام في فلسطين والا ستتحول فلسطين الى نسخه من سوريا وسيحدث لها نفس ما يحدث في بورما .. الجلوس والدعاء وحده لا يكفي ..علينا ان نتحرك ثقافيا..
 لنتواصل عن طريق الندوات والتجمعات على الفيسبوك وغيره داعين الى إنهاء هذا الانقسام تحت شعار زوال الانقسام هو بداية زوال اسرائيل .. و الناس الغير واعيه في هذا الشعب هم أمانه في أعناق المثقفين منه يجب أن يتم توعيتهم يجب ان يدركوا بعقولهم حقيقه هذه الخطه الصهيونيه وانها تدعو الى إاده الشعب الفلسطيني عبر تقسيمه .. حتى تراثنا تطريزنا منحوتاتنا اصبحت تصدر للخارج وعليه نقش صغير مكتوب عليه صنع في اسرائيل.. نحن لا يجب ان نكون جيل مضلل يحيا فقط لأجل ان يأكل ويشرب يسمع الأغاني ويعيش اجواء وهميه ينسى بها قضيته الأساسيه ان هذا هو الهدف الاول للدول الامبرياليه التي تداولت على فرقتنا والتي تريدنا ان نكون دائما في نزاعات جانبيه ومنهمكين بأنفسنا وبصراعاتنا الحزبية .. ان الهدف الأساسي لنشوء التعددات الحزبية هو ازالة فلسطين عن خارطة العالم ..ولقد نجح العدو في هذا فنحن لدينا الان جيل كامل مضلل كل ما يفعله هو انه يتابع المسلسلات ويستمع الى الاغاني ويحيا في الاوهام في نفس الوقت التي في نفس الوقت الذي هناك من يتعب جيدا على نفسه ويخطط جيدا لإبادتنا كليا وإباده فلسطين عن الخارطة وطالما نحن مستمرين هكذا فنحن نساعدهم دوز أن ندري .. ان هؤلاء الصهاينة والذين يدعون بانهم شعب الله المختار لم يكن لهم دولة أصلا فمنذ العهده العمريه عندما فتح (عمر) القدس كان عددهم بالقدس 20 يهودي فقط وماذا يعملون خدام عمال تنظيفات في المسجد الاقصى .. ان اليهود منذ ايام وعد بلفور كانوا فقط 5 % من ضمن الفلسطينيين ويملكون فقط اثنين ونصف بالمئة من اراضيها .. إن وعد بلفور كان مجحف جدا بحقنا واعتبر ان اليهود هم الشعب وانه يجب ان يحترم الاقليات المدنيه والدينية والتي هي (نحن)الفلسطينيين ..
خلاصه الكلام هو ان كل المؤامرات التي احيكت على هذه الارض عبر التاريخ اكبر مساعد فيها كان هو الجهل ..جهل المواطن الفلسطيني يجب ان نرفض الانقياد.. والجاهل منا هو امانه في عنق المثقف الواعي..  يجب ان نتكاتف مع بعضنا  ..ونعترف ان كل من حاول تفرقتنا وكسرنا حتى اليوم قد نجح  وليس من الخطا ان يعترف الانسان لعدوه بالنجاح و كما اوضحت سابقا نحن السبب في خلق هذا الوضع ويجب ان نكون نحن السبب في انهاء هذا الوضع ..   فلماذا لا نهب الان ؟ لماذا لا نضع ايدينا بايدي بعضنا ونعى ونوعي بعضنا وننزل كل الاعلام الملونه او ليس بالضروره ان ننزلها يمكننا ان نضعها كلها جانبا ونرفع فقط العلم الفلسطيني الموحد ..
حتى المرأه يجب ان تشارك في هذه الحمله التوعويه فالمراه نصف المجتمع المرأة نصف المجتمع وهي أم و مدرسه للنصف الاخر  فالمستقبل الذي تحلم به كل امرأة يترتب على المستقبل السياسي لهذا الوطن ولن يتحقق هذا الا اذا تحقق وجود وطن سليم فلنعمل على ايجاد وطن سليم لاجل انفسنا اذا كنا فعلا نحب انفسنا و فلندعو لانهاء الانقسام بطريقه فكريه ثقافيه راقيه و وضع كل الاعلام جانبا و رفع العلم الفلسطيني وحده و عاليا  فلنترك الأفكار السوداوية جانبا كأن نعتقد ان هذا الوضع لا ينتهي الا بالدماء يمكننا بقوة الفكر والارادة انهاءه بالوحدة والتكاتف اذا عزمنا فعلا على هذا فهذه إنما هي مرحله انتقاليه وستنتهي المهم هو كيف ستنتهي نحن من يختار نحن اكيد نرفض ان تنتهي بارقه المزيد من الدماء لذا يجب ان تنتهي هذه المره بطريقه مختلفة .

بقلم / ايمان الناطور

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت