قالت مصادر فلسطينية إن حركة الجهاد الإسلامي تريد تثبيت معادلة جديدة في قطاع غزة مع استمرار استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتظاهرين بالرصاص الحي على حدود القطاع خلال مسيرات العودة وكسر الحصار، واستمرار الخروقات حول التفاهمات التي تم التوصل إليها، مؤخرًا، بين الفصائل الفلسطينية من جهة، وإسرائيل من جهة أُخرى، برعاية الوسطاء.
وبحسب المصادر التي تحدثت لصحيفة "القدس" الفلسطينية، فإن الحركة تريد تثبيت معادلة "مشاغلة العدو"، منعًا لإسقاطها في ظل الانشغالات المتكررة للفلسطينيين بمشاكلهم التي يحاول الاحتلال خلقها، بدءًا من الانقسام ومرورًا بالمشاكل الخاصة بالحصار وغيره.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الحركة لا تريد استمرار تلاعب الوسطاء بالمقاومة وإشغالها في قضايا تمس بكرامة المواطنين الفلسطينيين، بحجة تقديم المساعدات من دون وجود تحسن واضح في ظروف الحياة المعيشية لأُولئك السكان، واستخدام هذه المساعدات لإشغال الفصائل والمقاومة بها، بدلًا من الانشغال بالقضايا الرئيسية التي تواجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
ولفتت المصادر، إلى أن اتصالات تجري منذ إطلاق الصواريخ مساء الجمعة تجاه بلدات غلاف قطاع غزة، من قبل المخابرات المصرية والأمم المتحدة وقطر، لمحاولة احتواء أي تصعيد أكبر. مشيرةً إلى أن اتصالات مباشرة جرت بين المخابرات المصرية وقيادة حركة الجهاد الإسلامي في غزة وخارجها، إلى جانب اتصالات بين قيادتي حماس والجهاد في الداخل والخارج.
ولفتت المصادر إلى أن حركة الجهاد الإسلامي أكدت وقوفها خلف إطلاق الصواريخ، وأنها تأتي ردًا على خرق الاحتلال الإسرائيلي التفاهمات بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين خلال المسيرات التي جرت الجمعة، وتكرر ذلك خلال الأسابيع الأخيرة.
وقالت المصادر ذاتها إن إسرائيل نقلت عبر مصر رسالة بأنها لن تسمح بتجدد إطلاق الصواريخ، خاصةً أنها تسمح بنقل الأموال القطرية إلى غزة، وتسمح بإدخال البضائع بشكلٍ أفضل من السابق، ويتم إدخال غالبية المواد لغزة، مشددةً على أنها لن تقبل استفزازها، بالرغم من الأوضاع السياسية الحالية في إسرائيل.
وتشير المصادر إلى أن الاتصالات لم تحقق اختراقًا في الحصول على التزام من حركة الجهاد الإسلامي بعدم التصعيد، معتبرةً أن ذلك يفسر إصدار الحركة لأول مرة في الأشهر الأخيرة بيانًا يشير إلى مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، وتوضح أسباب إطلاقها.
وكانت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أصدرت بيانًا أكدت فيه حق المقاومة وواجبها الرد على اعتداءات الاحتلال بحق المتظاهرين، الذين تدعوهم المقاومة إلى التظاهر على الحدود.
وأطلق مساء الجمعة وابلاً من الصواريخ تجاه بلدة سديروت ومحيطها، فيما هاجمت قوات الاحتلال مواقع للمقاومة في مناطق مختلفة من القطاع، ما أدى إلى استشهاد المواطن أحمد الشحري (27 عامًا) في أحد الاعتداءات التي وقعت في منطقة غرب خانيونس.
وسيعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يوم الأحد اجتماعًا خاصًا لبحث التصعيد في الجنوب، وسط تهديدات من وزراء بأنهم قريبون من حملة عسكرية بغزة، ودعوات من المعارضة الإسرائيلية لتشديد القبضة العسكرية ضد غزة.
وقالت "سرايا القدس": إن تلك التهديدات ضد غزة ليست جديدة، وإن المقاومة مستعدة للدفاع عن الشعب الفلسطيني.