تحل في هذه الأيام ذكرى مرور 102 عامًا على وعد بلفور المشؤوم سيئ الصيت، الذي التزمت من خلاله بريطانيا بتأييد إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين التاريخية، وأصبح فيما بعد المبدأ التوجيهي للحكم الانجليزي لفلسطين، وتم تنفيذه في العام 1948 بتأسيس الدولة اليهودية، ما غير صورة ووجه الشرق الأوسط وتاريخه، ولولاه لما وجدت اسرائيل. وإذا كان وعد بلفور الخطوة الأولى لوضع مأساة الشعب اليهودي واقامة دولة مستقلة له، فقد شكل جريمة كبرى بحق شعبنا العربي الفلسطيني، وكان سببًا في تهجيره وتشريده، وفي الظلم الذي حلّ به، وأسس للمأساة والنكبة الفلسطينية المستمرة والمتواصلة بفصولها وتجلياتها المختلفة.
ومنذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة في النهر، فقد استولت اسرائيل على اجزاء كبيرة من الاراضي الفلسطينية والعربية من خلال الحروب العدوانية التي شنتها ضد الدول العربية، فاحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ العام 1967 يعاني الشعب الفلسطيني من الممارسات التنكيلية والقمعية الاحتلالية، وتواجه القدس والمسجد الاقصى اعتداءات متكررة من جيش الاحتلال والمستوطنين المتطرفين. وبفعل الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في المناطق الفلسطينية المحتلة في ثمانينيات القرن الماضي، اضطرت حكومة الاحتلال والعدوان والاستيطان الى التوصل مع الفلسطينيين الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في اوسلو، ورغم المفاوضات السياسية التي امتدت سنوات طويلة الا انها كانت مفاوضات عبثية لكسب الوقت ليس إلا،
وفشلت في ارساء دعائم السلام الحقيقي، ولم تؤدِ الى انشاء دولة فلسطينية مستقلة، بل أن اتفاق اوسلو عمق الاحتلال والاستيطان في القدس والضفة الغربية، وتسيطر اسرائيل اليوم على حوالي السبعين بالمئة من أرض فلسطين التاريخية، وما زال غول المشروع الاستيطاني الكوليونالي الصهيوني يفتح شدقيه لابتلاع المزيد من أراضي فلسطين. وبعد مرور 102 عامًا على وعد بلفور المشؤوم، فإن بريطانيا مطالبة بتصحيح خطأها التاريخي بوقف الغبن الذي لحق بشعبنا الفلسطيني وتمكنه من ممارسة حقه في الحرية والاستقلال واقامة دولته الوطنية المستقلة.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت