قدم العالم الفلسطيني الدكتور عدنان مجلي رؤيته لمواجهة المشكلات الفلسطينية في حوار مع النسخة التركية من صحيفة الاندبندت.
وقال مجلي، خلال المقابلة التي نشرت امس، ان الانتخابات باتت قضية ملحة مشيرا الى ان ثلثي الشعب الفلسطيني تحت سن الثلاثين وانهم لا يمارسوا حقهم في الانتخاب طيلة حياتهم.
وقال ان قطاع غزة مليئ بالطاقات البشرية المدربة، وانه يمكن تحويل القطاع الى وادي سيلكون جديد.
واعتبر ان صفقة القرن فشلت وان جميع ابناء الشعب الفلسطيني وقف خلف الرئيس عباس في مواجهة هذا المشروع التصفوي وافشاله.
وجاء في مقدمة الحوار الذي اجراه الصحافي المعروف دورا منكوج ونشر في السادس من الشهر الجاري:
بعد أيام قليلة يحيي الفلسطينيون الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان استقلالها...
فلسطين ... بملايينَ من سكانها المُهجّرة إلى أنحاء المعمورة واحدةٌ من أفقر بلدان العالم بمعدلٍ يصل إلى 29.2 % ، ومعدلات بطالة مرتفعة بلغت اكثر من 50 في المئة في غزة و18 في المئة في الضفة الغربية. ووفق آخر تقارير للأمم المتحدة ارتفع معدل الفقر الى 67% ... وخلاصة القول أن الحالة في فلسطين جد خطيرة ...
بلغ عدد الدول التي تعترف باستقلال فلسطين 138 دولة ، وعدد الدول التي ترى بأن الأراضي الفلسطينية تقبع تحت الإحتلال الإسرائيلي لا يستهان بها ...
لا تزال غزة بمثابة أكبر سجن مفتوح في العالم ... والصراع بين حركتي الفتح والحماس لا يخفى عليكم .
لم تنصب صناديق الإقتراع في فلسطين منذعام 2006 والإنتخابات الرئاسية منذ 2005 ...
د. عدنان مجلي رجل أعمال فلسطيني من الذين تشردوا من أرضهم وانتشروا في أرجاء العالم ... ففي القارة الجديدة التي وطأها قبل عشرين عاماً أسس مجلي إحدى أهم شركاته في الأبحاث السريرية الرائدة لا في الولايات المتحدة الأمريكية فحسب بل في العالم أجمع .
الاندبندنت: في عام 2017 تحدثتم عن افتقار الشعب الفلسطيني إلى قيادة قوية وفرص للإستثمار ... أما زلتم تعتقدون ذلك ؟
مجلي : 70% من الشعب الفلسطيني تحت سن الثلاثين ، وبالنظر إلى الإنتخابات التي جرت قبل 15عاماً نلاحظ أن 70% من الشعب الفلسطيني لم يصوتوا أبداً ... إنهم لا يعرفون ماهي الإنتخابات ولا يمتلكون أدنى فكرة عنها .
س: أيمكننا أن نسميها الإفتقار إلى الديمقراطية ؟
مجلي : أسميه الإفتقار إلى الإنتخابات وهذا طبعاً يؤدي إلى غياب الديمقراطية ، لذا من الضرورة بمكان أن يكون للفلسطينيين انتخابات حرة وعادلة في الضفة وغزة والقدس ... إذ أن هذه القيادة تحتاج إلى قادة جدد، إلى وجوه جديدة من شأنهم أن يسيروا في طريق الإبتكار وفهم مشاكل الجيل الجديد وطرح حلول ناجعة، وتتفهم أهمية التحول في قطاع العمل والتكاتف مع المهندسين واستغلال وسائل التقنية الحديثة والإرتقاء بالفلسطينيين إلى المراحل المتقدمة من التطور ، وبالتالي فإن أبو مازن يبذل كل ما في وسعه إذ المؤامرات التي تحاك حوله جدُّ كبيرة إنه يساعد شعبه ولازال كذلك ، لكن حان وقت تسليم القيادة إلى وجوه شابة وهو يدرك ذلك ، أعتقد أنه سيدعو إلى إجراء الإنتخابات وسنؤيده في ذلك ، وستكون خطوة تاريخية تحسب له ، وتحبط خطط ترامب وصهره كوشنر حيال الفلسطينيين وتفشل صفقة القرن ، وإذا ما توجه عباس إلى خيار الإنتخابات (وهذا ما أتصوره) فإنه سيتحول إلى بطلٍ في نظر الفلسطينيين ، فإنه يمكنه تفويض السلطة إلى قيادة شابة عبر انتخابات حرة ونزيهة ... وهذه هي الديمقراطية بعينها.
-تحدثتم عن الجيل الجديد ، هل يمكن أن يتولى هذا الجيل قادة شباب مثلك ؟ فمحمود عباس بلغ من العمر حوالي 85 عاماً .
مجلي : لندع الفلسطينيين يتحدثون عن هذا ... هناك نسبة 70% من الفلسطينيين فيمن هم تحت سن الثلاثين لم يشاركوا أي انتخاب ، وهذا ما يمهد السبيل لطاقة سلبية هائلة فالشباب الفلسطيني في حالة ضياع ... إنهم يتساءلون ... لا توجد هناك مؤسسات ولا انتخابات ولا ديمقراطية ، كان الدستور الفلسطيني من أفضل الدساتير، دستورٌ يدعو إلى الإنتخابات والديمقراطية والعمل المؤسساتي ، إذاً لا بد من الالتزام بالدستور الفلسطيني ، أقولها مجدداً لم تر الأراضي الفلسطينية طيلة 15 عام مضى أية انتخابات ، آمل أن يفوز أبو مازن مرة أخرى سيكون هذا أمراً رائعاً ، وستكوّن حوله بطانة شابة تعينه في أمر القيادة ،وتعالج المشاكل التي تواجهنا .
هناك العديد من المعسكرات السياسية في المشهد السياسي الفلسطيني هل ينعكس هذا سلباً على مستقبل البلاد ؟
مجلي : أتصور أنها هي الديمقراطية بعينها ، وهكذا يجب أن تكون ، فالفصائل ذات وجهات نظر مختلفة كـ "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي" هي علامة القوة من وجهة نظري ، فبالإنتخابات الحرة والنزيهة يضفي هذا التنوع أصواتاً مختلفة على البرلمان الفلسطيني ... انظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ... انظر إلى أوروبا ... هذا وضع صحي لا غبار عليه .
هل أنت قريب إلى أيٍّ من هذه الأصوات ؟ أنت رجل أعمال ربما يكون لديك بعض الطموحات والخطط السياسية حيال المستقبل .
مجلي : إنني أؤمن بالديمقراطية ، وبالتالي أنا منفتح للعمل مع الكل ، في الولايات المتحدة الأمريكية أعمل مع الديمقراطيين والجمهوريين ، تجدهم يتصارعون داخل البرلمان لكنهم في النهاية يصوتون للأفضل ... دعونا ندعم التنوع ليغدوا أمراً إيجابياً ، وهذا الأمر يعود بالنفع لفلسطين ولشعب فلسطين وهذا هو السبيل الوحيد ؛ ذلك أنه إن كان لديك صوتاً واحداً وزعيماً جمع بيده جميع السلطات فأنت إذاً تعيش في ظل نظام سلطوي وسرعان ما تنهار الأنظمة التي تقوم على هذا الأساس إذ لا يمكنهم أن يبنوا اقتصاداً متيناً للبلاد وإقامة المؤسسات ، وعندما يغادرون السلطة يخلفون وراءهم دولة عاث فيها الفساد وأمة متخلفة لا يعرف سبل السير قدماً نحو المستقبل .
في 21 كانون الثاني التقيتم بـ اسماعيل هنية زعيم حركة حماس ، هل تحدثتم معه ما بعد عباس ؟
مجلي : لدينا رئيس في فلسطين ، دعوت الفلسطينيين إلى الإلتفاف حوله إلى حين انتخاب رئيس جديد ، لا يمكننا أن نتحدث في شأن أبو مازن إلى حين الإنتخابات ، تحدثت مع اسماعيل هنية حول سبل الوساطة بين حماس وقتح ، إذ ما زلت أؤمن أن الجانبين ليسا مختلفين تماماً فكلاهما يحب فلسطين والعمل من أجل فلسطين رغم إمتلاكهما وجهات نظر مختلفة ، وقد آن الآوان لوضع حد للإنقسام في المنطقة ، والوساطة مهمة للغاية ... نحن الفلسطينيون نعاني صعوبة في فهم الديمقراطية ، ذلك أننا نتصارع منذ أمد بعيد مع السلبيات ، فإن نحن أجرينا الإنتخابات ، واستوعبنا الديمقراطية، وأصبح لدينا معارضة وأحزاب متباينة في أفكارها، واتفق الجميع في قضية القدس والدولة الفلسطينية وقضايا الإقتصاد والعمل المؤسساتي، فعندها نكون قد أنجزنا أمراً عظيماً وبذلك تتشكل لدينا أرضية لمناقشة سبل تنفيذ ما سلف ، والنتيجة واحدة للجميع ، في لقاءاتي ناقشت الإنتخابات وسبل الوساطة ، إنها حقاً خطوة هامة لإفشال خطة كوشنر الحمقاء .
إذاً يمكننا أن نقول بأنكم لستم جسراً بين الولايات المتحدة الأمريكية وفلسطين ؟
مجلي : مشروع " صفقة القرن " لا تصب في مصلحة فلسطين ، فقد أظهرنا معارضتنا له منذ مراحله الأولى ...
بأي الحقائق ؟
مجلي : أساساً هذا تدخلٌ في الجغرافية الفلسطينية والطبيعة الديموغرافية ، إنه مشروع إسرائيلي ، ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تسعى إلى تطبيق المشروع الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتحلى بالحيادية وتلعب دوراً وسيطاً ، لهذا السبب أعارض هذا المشروع ، وأبذل قصارى جهدي لتوحيد الرؤى الفلسطينية ، فالوساطة تبقى عنصراً أساسياً تساهم في إفشال هذا المشروع .
هل عملتم مستشاراً لترامب بخصوص العلاقات الإقتصادية بين أمريكا وفلسطين ؟
مجلي : لا .. أبداً لم أعمل مستشاراً لإدارة ترامب في هذا الخصوص .
ما موقف الدول العربية من صفقة القرن ؟ هناك مزاعم بوقوف المملكة العربية السعودية وراء الإتفاق ، وأن الرياض تحاول جاهداً لإقناع الفلسطينيين ... ما رأيكم في ذلك ؟
مجلي : الدول العربية رفضت المحاولات الأمريكية الساعية على فرض استراتيجيتها على فلسطين ، وقد حاولت أن تفعل ذلك دون الرجوع إلى رأي المملكة السعودية التي تحارب في اليمن وعلاقاتها متوترة مع إيران أما ترامب فلم يدعم المملكة العربية السعودية في قضاياها هذه وفعل ما كان يعمله دائماً إنه تخلى عن حليفتها السعودية ، لقد فقدت الإدارة الأمريكية مصداقيتها في نظر المملكة العربية والدول العربية ، وأعتقد أن الصفقة ليست صفقة سعوديةً ، إنها مشروع إسرائيلي ، حاول ترامب فرض هذه الصفقة على العرب ، ولا أعتقد أن السعوديون متورطون في هذه الصفقة ، ولا أظن أنهم سينفذون ما يمليه ترامب ، المملكة العربية السعودية أظهرت معارضتها للمشروع أمام الراي العام ، وقطعت وعوداً للرئيس أبو مازن في هذا الخصوص ، المملكة العربية السعودية لا تُقدِم على عمل كهذا. إنها لا ترغب الحديث باسم الفلسطينيين. فمواقفها واضحة ، والقضية قضية فلسطينية ، إنها تدعم مواقف القيادة الفلسطينية .
أنتم رجل أعمال ، ربما لديكم بعض الخطط الإستثمارية في فلسطين ، حدثنا عن بعض هذه المشاريع ...
مجلي : بالطبع كما تقول ... لدي استثمارات في كل مكان ، واستثماراتي في فلسطين جاءت لخلق فرص عمل للفلسطينيين ...إيجاد وظائف مستدامة، لأنها تعني التنمية والمساهمة في الناتج القومي الإجمالي لفلسطين، وهذه تفوق حجم المساعدات الخارجية ، إذ إنها تكلف الكثير ... هناك فلسطينيون يقبعون في السجون الإسرائيلية ... وهناك مجاعة في غزة ، ووقف المساعدات عن اللاجئين الفلسطينيين ، لذا أنا نشط وسعيد في عملي ... هناك مشاريع مستدامة واستراتيجية إحداها المركز الطبي / جامعة القدس يعمل هذا المركز على إدخال التكنولوجيا الصحية إلى المشافي الفلسطينية بالإضافة إلى وجود أقسام من هذا المركز تتعاون مع دول مختلفة كـ المملكة العربية السعودية والمغرب ولبنان وتركيا. يسعى الفلسطينيون لسد الفجوة بين دول الجوار وتكوين استراتيجية شاملة للرعاية الصحية ، وهذا مشروع واحد فقط
أعتقد أن لديكم مشروعاً آخر وهو الكونغرس الإقتصادي الفلسطيني العالمي
مجلي : نعم، هذا الكونغرس يجمع الفلسطينيين الناجحين في دول الشتات أمريكا وتركيا ... مع تغطية مالية تقدر بـ 3 تريليون دولار ، لذا يجب أن يباشر البعض في مشاريع استثمارية كمشروع الرعاية الصحية الذي أشرت إليه للتو ، هناك مشروع مجمعٍ تكنولوجي متطور بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، إنه مشروع ذو مزايا تجارية عالية يجمع مهندسي ومبرمجي تقنية المعلومات ، ويمكن لغزة أن تتحول إلى وادي السيليكون في الشرق الأوسط ، لأن المهارات التي رأيتها في غزة والضفة الغربية ماهرة وخلاقة لا سيما تلك الموجود في غزة ، فالتكنولوجيا لا تحتاج إلا إلى جهاز أيفون أو حاسوب ولا يمكن للإحتلال أن يمنع ذلك ، إذ يمكن للتكنولوجيا أن تحول غزة إلى وادي سيليكون وليس إلى سنغافورة فقط، إن عَمِلنا نحن من أجل الإستثمار. فإن أقدم الفلسطينيون وأصدقاؤهم على الإستثمار في مجال المعلوماتية في الضفة الغربية وقطاع غزة يمكنهم استغلال الضفة في الزراعة وغيرها من مجالات العمل ...
شركتكم واحدة من أكبر الشركات في مجال الأبحاث السريرية في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية ... ماهي خططكم للمستقبل ؟
مجـلي : خططي المستقبلية تتمحور حول مواصلة بناء مشروعاتي الاقتصادية، وهي تاتي استمرارا لما قمت به في الماضي ، والعمل على بناء جسور في مجال الصحة والتعليم والطاقة والزراعة إلى فلسطين ... وغزة ... والضفة الغربية ... والقدس ... عبر الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا والشرق الأوسط ، والمساهمة في بناء الإقتصاد الفلسطيني ، فالوضع الإقتصادي في فلسطين سيء للغاية ، تصور هناك سبعة قطاعات ... التعليم والثقافة والإتصالات والنقل والطاقة ... الجمع بينها يضفي الحيوية على الإقتصاد الفلسطيني ، ويعزز قوة الشعب الفلسطيني ... أتحدث عن معالجة البطالة ، ولا يمكنك ان تحقق ذلك وأنت جائع ، أخذ منك الملل مأخذه ، وتقبع تحت الحصار وتتوقع من المجتمع الدولي أن يمد إليك يد العون ، فهم الذين فرضوا عليك هذا الحصار في غزة وأولجوا أطفال غزة في محنة لا توصف ؛ والسبيل الوحيد لتجاوز هذه العقبات وإضفاء الحيوية على الإقتصاد إنما يكون بتعبئة القطاع الفلسطيني الخاص ، يمكن لأناس مثلي أن يساعدوا الشعب الفلسطيني بإقامة استثمارات وإيجاد رأس المال البشري ؛ ذلك لأن الموارد البشرية هي رأس المال الأساسي، وتركيا في هذا خير قدوة للفلسطينيين.
هل فلسطين تقبع تحت الإحتلال ؟
مجلي : طبعاً نحن تحت الإحتلال ، وهذا ما يصعّب عملنا ، لكن ما تطرقتُ إليه هو السبيل الوحيد والنهائي للوقوف في وجه الإحتلال حتى نثبت وجودنا وننتج ونفكر ونصدّر ، فنحن جيدون في تكنولوجيا المعلومات ، وشبابنا الفلسطيني هم الأفضل ، إنني معجب بهم ، يمكننا المنافسة في هذا المجال ، فيمكننا أن نخلق اقتصاداً فلسطينياً ديناميكياً بالتعاون مع الدول الصديقة كتركيا على سبيل المثال ، إنها تسعى دائماً إلى مساعدة الفلسطينيين ودعمهم ، لكن ينبغي على الفلسطينيين أن يتخذوا خطوات أبعد من ذلك أن يساعدوا بعضهم .
تحدثتم عن سعي الأتراك لمساعدة الفلسطينيين ، إذاً ما رأيكم عن العملية التركية في الشمال السوري ؟ علماً أن الفلسطينيين لم يؤيدوا هذه العملية ...
مجلي : أعتقد بأن تركيا داعم وحليف استراتيجي للفلسطينيين ، وهنا أود أن أشكر الرئيس أردوغان على كلمته الداعمة للفلسطينيين في الأمم المتحدة ، وكانت جلسته الأخيرة في الأمم المتحدة رائعة ، تركيا دولة مستقلة ؛ دعمت الفلسطينيين والسوريين الذين يعانون مشاكل كثيرة ، أدعو الفلسطينيين في هذا الخصوص عدم الخوض في هذه المسألة احتراماً لتركيا وسورية وأن يلتفتوا إلى الصورة الكبيرة والتركيز على مشاكلنا الخاصة ، يعاني الفلسطينيون مشاكل كثيرة ... نقبع تحت الإحتلال .. لدينا قضايا إقتصادية ، ينبغي أن لا نتصدر الخلافات في المنطقة، وأن نحاول تقديم اقتراحاتنا عبر قنوات خاصة. يجب أن لا نتدخل في شؤون تركيا أو سوريا ، وينبغي أن نركز على القضية الفلسطينية .
قبل نحو 20 عاماً قدم عدنان مجلي إلى ترياد في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية ، قام باستثمار 4.5 مليون دولار في قطاع البحوث التقنية الحيوية ، ويعتزم تطوير أعماله في ترياد ، وأكبر دليل على ذلك تخطيطه لإنشاء أكبر مركز لصناعة الدواء بـتكلفة تبلغ 425 مليون دولار ... طبعاً مما لا شك فيه أن هدفه الرئيسي هو الحصول على مكاسب تجارية بالدرجة الأولى ... لكن هل يمكن أن يكون أحد أسباب دخوله لهذا القطاع، قطاع الصحة، ما يلاحظ من معاناة الفلسطينيين في الحصول على الرعاية الصحية ؟
أجاب مجلي :
طبعا الصحة قطاع رئيسي ، أعتقد أننا ننفق 600 مليون دولار سنوياً وهو مايمثل 10% من إجمالي الناتج المحلي الفلسطيني ، والمعروف عن الفلسطينيين بأنهم ناجحون في الرعاية الصحية على مستوى الأطباء ورجال الأعمال في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ... وبالتالي ينبغي للفلسطينيين نقل نجاحاتهم هذه إلى الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وغزة ، فقطاع الصحة قطاع رئيسي ومهم ، لدينا برامج تعليمية تتيح للفلسطينيين فرصة حقيقية لخوض ميدان التنافس مجدداً ، منافذ التعليم باتت اليوم مختلفه عما سلف، إذ أن هناك أساليب أكثر حداثة يمكن تطبيقها في الواقع الفلسطيني ومن شأنها أن تساعدهم وتوفر لهم فرص دخول المدارس والجامعات والتخرج منها ... وهذا ما سيجعلنا متفوقين على الأوربيين وسائر العالم .
لدى عدنان مجلي العشرات من المشاريع ... بعضها قيد التنفيذ وبعضها في طور المناقشة ، إنه يعمل في التجارة ويستخدم التكنولوجيا المتطورة ويولي أهمية كبيرة لتكنولوجيا المعلومات والصحة والتعليم ، لكن من ناحية أخرى يسعى إلى انهاء الإنقسام الداخلي في البيت الفلسطيني ، يتعاون في سبيل ذلك مع كبار السياسيين في البلاد وقيادة السلطة ، يرى تحرير فلسطين في الإقتصاد ، ويصف خطة ترامب وكوشنر بالحمقاء ...
حاول عدنان مجلي التملص من الأسئلة .. أثنى على عباس واتهم بطانته، ودعا إلى الإلتفاف حوله في الإنتخابات. ووجدناه يركز على الإنتخابات وفئة الشباب ...
أقدمت على سلوك مسار آخر في طرح الأسئلة فغيرت مواضع الجمل وأعدت السؤال نفسه
هناك من يقول بأن لديكم رؤية ... تتحدثون عن مشاريع تخص بلدك ومنطقتك ، أطرح السؤال نفسه مرة أخرى ، هل تريدون حقاً المشاركة في العمل السياسي ؟ هل لديكم رغبة في أن تكونوا الزعيم القادم لفلسطين ؟ هناك مزاعم بأن لديكم طموحات حول هذا الموضوع؟
مجلي : الشعب الفلسطيني متعطش لقصص النجاح ، إن شخصاً ناجحاً مثلي أو من هو أكثر نجاحاً مني لا يفكر سوى تحويل الطاقة السلبية لدى الشعب الفلسطيني إلى طاقة إيجابية ، ليست لدي أية طموحات سياسية ، أنا رجل أعمال ، وحر في تقديم المشورة للسياسيين ... إن ما أقوم به لا يخرج عن معايير رجال الأعمال ، وهذا هو هدفي ...
هناك أزمة سياسية في اسرائيل تتمحور حول تشكيل الحكومة فلو كنت في السياسة من تفضل ؟ بنيامين نتنياهو أم بني غانتز ؟
مجلي : لست نشطاً في السياسة وليس لي أية خطة في هذا الشأن ، أتحدث إليكم كفلسطيني ورجل أعمال فلسطيني ، أعتقد أننا الفلسطينيون علقنا آمالاً على فوز الجناح اليساري للوصول إلى الدولة الفلسطينية بشكل أسرع ، فعندما تنظر إلى المشهد السياسي الإسرائيلي فإنك تجد ثلاثة معسكرات سياسية ، والمحتمل أن يفوز الجناح اليميني المتطرف ولا يرجو الفلسطينيون أي خير منهم ... غانتز أو نتنياهو ... أعتقد أنهما متشابهان ، الأولى لنا أن نلتفت إلى حاجاتنا وخططنا ونُعمل فيهما أفكارنا ، نحتاج إلى تطوير خططنا الإستراتيجية والتفصيلية ، ولا يمكن لأحد أن يقرر مصيرنا ومستقبلنا ، ينبغي أن نسعى لنيل حقوقنا فلا أحد يمنح لنا حقوقنا ، وينطبق هذا على الإدارة الأمريكية فكثير من الفلسطينيين طرحوا ما بأيديهم في الحفر لوجود ترامب في الإدارة الأمريكية ... أمضينا 8 سنوات مع كلينتون و 4 سنوات مع بوش الأب و 8 سنوات مع بوش الإبن ، و 8 سنوات مع أوباما ... لقد تغيرت القيادة في الإدارة الأمريكية طيلة 28 عاماً ، في كل مرة توقعنا من هذه الإدارات ومن هؤلاء الروؤساء مواقف مؤيدة للشعب الفلسطيني أو محايدة على أقل تقدير فماذا حصل في النتيجة ... لا شيء لا في فترة كلينتون ولا في فترة بوش وأوباما وترامب ...
هل اشتقتم إلى فلسطين ؟ في حسابكم على التويتر صور لأشجار الزيتون ، وقد لفت انتباهي مشاركتكم لصور أشجار الزيتون مع قصيدة " أوراق الزيتون " لمحمود درويش ؟
عدنان مجلي : أشجار الزيتون ... لدي آلاف من أشجار الزيتون ، عندما كنت صغيراً كنت معتاداً على زراعة الزيتون ، أحن إلى تلك الأيام ... هذا موسم قطاف الزيتون ، أحب الزراعة ... أحب الفلسطينيين ... إنني واحد منهم ...